والذهاب بالبركة والتوفيق. و (الرد على الأدبار): هو الحشر والإجلاء إلى الشام (١). وقيل: الطمس (٢) إنبات الشعر على الوجوه كإنباته على الأقفية وإليه ذهب الزجاج، وهذا الوعيد كائن لا محالة إما في الدنيا وإما في الآخرة. ولعن أصحاب السبت مسخهم ﴿وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ﴾ أي: مأمور الله كقوله: ﴿هَذَا خَلْقُ اللَّهِ﴾ [لقمان: ١١] وفائدته على هذا الإخبار عن نفاذ القدرة في جميع المرادات، وقيل: المفعول الموعود (٣) وفائدته أن الله لا يخلف الميعاد.
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ﴾ نزلت في وحشي قاتل حمزة (٤) وهي على العموم وتضمنت مغفرة من غير توبة لأنه نفي مغفرة الإشراك؛ وتضمنت مغفرة الكبائر. والإشراك بالله من وجهين: إثبات شيء لا ابتداء له مع الله تعالى (٥)، والثاني: إثبات مدبر منفرد بفعله دون الله. فالأول: إشراك الدهرية والثنوية، والثاني: إشراك عبدة الجن والإنس والملائكة والنجوم والأصنام.
﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ﴾ قيل في نزولها: أن اليهود حملوا أولادهم الأطفال إلى النبي - عليه السلام - فقال - عليه السلام - (٦): "ما عليهم ذنب" فقالوا: ما نحن إلا أمثال هؤلاء ما نعمله بالليل يغفر لنا بالنهار وما نفعله بالنهار يغفر لنا بالليل، فأنزل (٧). وقيل: سبب نزولها قولهم: ﴿نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ﴾ (٨) [المائدة: ١٨] بأفوا ههم التراب، وقيل: إن

(١) ذكره الطبري (٧/ ١١٤)، وابن أبي حاتم (٥٤١٨).
(٢) في "ب": (الطمث).
(٣) في "أ": (للوعود).
(٤) لم أجد في أسباب نزول هذه الآية أنها نزلت في وحشي، وقد وردت آثار في أسباب نزولها غير الذي ذكره المصنف.
(٥) (تعالى) ليست في "ب".
(٦) (السلام) ليست في الأصل.
(٧) أورده الواحدي في أسباب النزول (١٤٨) من طريق الكلبي.
(٨) عبد الرزاق في تفسيره (١/ ١٦٤)، وعنه الطبري (٧/ ١٢٤)، وابن أبي حاتم (٥٤٣١).


الصفحة التالية
Icon