﴿تَثْبِيتًا﴾ أىِ: أثبت ثباتًاَ وهو في معنى قوله: ﴿فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ [الشورى: ٣٦].
﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ﴾ نزلت في ثوبان مولى رسول الله - ﷺ - (١)، وكان شديد الحب لرسول الله قليل الصبر عنه، فقال: يا رسول الله إني أخاف أن لا ألقاك في الآخرة فإنك ترفع إلى الرفيق الأعلى (٢)، وعن مقاتل: نزلت في عبد الله بن زيد الأنصاري صاحب الأذان (٣)، وقيل: نزلت في جماعة من الصحابة (٤)، وهي على العموم في الظاهر.
و (الصدِّيق): فعيل من الصدق وهي لأقصى غاية المبالغة في الوصف بالصدق أو التصديق، والصديق "المجمع عليه أبو بكر، و (الشهداء) الأئمة الذين يشهدون [على قومهم أو المقتولون في سبيل الله وأنهم سموا شهداء لأنهم يتبعون وما يشهدون] (٥) الأنبياء على مخالفتهم أو لأنهم يحضرون حظيرة القدس قبل يوم القيامة، ويحتمل أن المراد بالشهداء الأشهاد، وبالشهيد الشاهد، وإنما سمي شاهدًا لأنه شهد ما يشهده النبي -عليه السلام- من

(١) (صلى الله عليه وسلم) من "أ" "ب".
(٢) رواه الطبراني في الأوسط (٤٧٧)، وفي الصغير (١/ ٢٦)، وأبو نعيم في الحلية (٨/ ١٢٥) عن عائشة وفي روايتها رجلًا من الأنصار. قال الهيثمي في المجمع (٧/ ٧): رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن عمران العابدي وهو ثقة.
ورواه ابن عباس من طريق الطبراني في الكبير (١٢٥٥٩)، وقال في المجمع (٧/ ٧) فيه عطاء بن السائب وقد اختلط.
وله شواهد مراسيل عن سعيد بن جبير والشعبي وغيرهما، ولم يذكروا ثوبان، وقد جاء اسمه في رواية الثعلبي كما عند الواحدي في أسباب النزول (١٥٨) من طريق الكلبي.
(٣) ذكره مقاتل بن سليمان في تفسيره (١/ ٢٥٠ - ٢٥١).
(٤) ورد ذلك عن مسروق عند ابن جرير (٧/ ٢١٤)، وابن أبي حاتم (٥٥٧٧) (قال أصحاب محمَّد...).
وفي رواية قتادة عند ابن جرير (٧/ ٢١٤)، وابن المنذر (١٩٧٥) (ذكر لنا أن رجالًا...).
وفي رواية السدي التي رواها ابن جرير (٧/ ٢١٥) (ناس من الأنصار).
(٥) ما بين [...] ليست في الأصل.


الصفحة التالية
Icon