﴿وَالَّذِينَ﴾ الواو للاستئناف ﴿أُولَئِكَ﴾ مبتدأ آخر مع خبره، خبر المبتدأ الأول.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ عن جابر أن العرب همّوا (١) باغتيال رسول الله - ﷺ -، فبعثوا إليه أعرابيًا ورسول الله نازلٌ تحت شجرة علّق فيها سلاحه وقد تفرق عنه أصحابه مستظلين تحت العضاة (٢)، ففجئه الأعرابي شاهرًا سيفه وقال: مَنْ يمنعك مني؟ قال: "الله"، وكرر الأعرابي كلامه ثالثًا وكرر النبي -عليه السلام- (٣) جوابه، فصرف الله المخذول عنه فرجع خائبًا فأنزل (٤)، وعن ابن عباس: أن اليهود صنعوا طعامًا ودعوا رسول الله يريدون به القتل فأعلمه الله وصرف كيدهم (٥)، ثم ذكر منّته على المؤمنين بذلك، وعن مجاهد والسدي وأبي مالك وعكرمة أنه -عليه السلام- كان صالح اليهود من قريظة والنضير على أن يقرضوه إذا استقرضهم فيما يحتاج إليهم من الديات، ثم إن عمرو بن أمية الضمري قتل قتيلين من الأسلميين خطأ، فذهب النبي -عليه السلام- (٦) معه أبو بكر وعمر وعلي إلى بني قريظة يستقرضهم شيئًا في دية القتيلين، فقالوا: مرحبًا بأبي القاسم، ثم قالوا: إخواننا بنو النضير لا نقضي دونهم شيئًا ترجع اليوم وتأتينا يوم كذا، ثم تآمروا فيما
(١) في الأصل "ب ": (هو).
(٢) العضاة: شجر أم غيلان، وكل شجر عظيم له شوك، الواحدة: عِضة بالتاء، وقيل: واحدته: عضاهة [النهاية (٣/ ٢٥٥)].
(٣) (السلام) ليست في "ي".
(٤) القصة في البخاري ومسلم دون ذكر سبب نزول الآية أما سبب نزول الآية ففي عبد الرزاق في تفسيره (١/ ٨٥)، وعبد بن حميد (١٠٨٠)، وابن جرير (٨/ ٢٣٢، ٢٣٣)، والبيهقي في السنن (٣/ ٣٧٤)، وأبي نعيم في "دلائل النبوة" (١٥٢).
(٥) رواه أبو نعيم في "الدلائل" (٤٢٥)، وابن جرير (٨/ ٢٣١)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٢/ ٢٦٦) إلى ابن أبي حاتم.
(٦) (السلام) ليست في "ي".