بينهم وأجمعوا على الفتك به يوم الميعاد، فلما أتاهم يوم الميعاد أجلسوه مع أصحابه في صفة وخرجوا يرفعون الأسلحة وينتظرون كعب بن الأشرف وكان غائبًا، فلما كاد يتم كيدهم أطلع الله نبيه على ذلك فخرج ولم يُعلم أحدًا من (١) أصحابه لئلا يقابلوهم بالشر، ثم (٢) خرج (٣) واحد بعد واحد في أثره فأنزل الله الآية (٤).
وسبب اختلاف الرواة في مثل هذه الآية غيبتهم عن النبي -عليه السلام- وقت النزول ومشاهدتهم إياه يتلوها في حادثة مثل ما نزلت فيه، وكانوا يظنون أنها نزلت في (٥) ابتداء ﴿هَمَّ﴾ أراد وقصد ﴿أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ﴾ أن يصيبوكم بمكروه ويبسطوا عليكم يقال: بسط يده بسطًا، ومنه قوله: ﴿وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ﴾ [الأنعام: ٩٣] وقال هابيل لأخيه: ﴿لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ﴾ [المائدة: ٢٨].
(النقيب): فوق التعريف سمي نقيبًا لكونه بالمرصاد من قومه لا ينفذ لهم أمر دونه (٦)، والنقب الطريق (٧). والنقباء اثنا عشر الذين اختارهم موسى -عليه السلام- وبعثهم عيونًا إلى العمالقة فنصح لله اثنان وخان عشرة، وقيل: هم كفلاء الأسباط وضمناؤهم، وكان لكل سبي كفيل وضمين، وقيل: هم ملوك بني إسرائيل منهم من أوفى بالعهد ومنهم من نقض العهد (٨) ﴿إِنِّي مَعَكُمْ﴾

(١) (من) ليست في "أ".
(٢) (ثم) ليست في "ب".
(٣) (خرج) ليست في "ب".
(٤) أما عن مجاهد فرواه ابن جرير (٨/ ٢٢٨). وأما عن السدي وأبي مالك فعند ابن جرير كذلك (٨/ ٢٣١)، وأما عن عكرمة فرواه ابن جرير (٨/ ٢٣٠ - ٢٣١).
(٥) (في) من "ي" "ب".
(٦) في "ي" "ب": (ليردونه).
(٧) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن (١/ ١٥٦): النقيب هو الأمين الضامن على القوم، وهو قول الربيع بن أنس. وهو الذي يفتش عن أحوال القوم وأسرارهم ومنه قوله تعالى: ﴿فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ﴾ [ق: ٣٦].
(٨) أخرج الطبري (٨/ ٢٤١) عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله تعالى: ﴿وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا﴾ [المَائدة: ١٢] قال: هم من بني إسرائيل، بعثهم موسى لينظروا له إلى المدينة، =


الصفحة التالية
Icon