المشاورة كما جادل المؤمنون نبينا -عليه السلام- حين أراد الخروج إلى بدر يدل عليه قوله: ﴿فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ﴾.
﴿قَالَ رَجُلَانِ﴾ يوشع بن نون وغالب بن يوفنا ﴿يَخَافُونَ﴾ أي يخافون الله في مخالفة أمره، مثل موسى وهارون - عليهما السلام - (١)، وقيل: من الذين يخافون العمالقة لم يتشككوا في وعد الله، وقيل: الرجلان رجلان من العمالقة آمنا بموسى في السرّ وكانا يخبرانه بأخبار قومهما ويحرضان بني إسرائيل عليهم وهذا من العمالقة كانوا يخافون بني إسرائيل.
﴿لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا﴾ نفي في المستقبل نظير (قط) في الماضي (٢) ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ﴾ يدل على جهلهم وكفرهم (٣) ﴿قَاعِدُونَ﴾ خبر ﴿إِنَّا﴾ ورفع الأنفس.
﴿وَأَخِي﴾ وإنما استثنى أخاه دون الرجلين المنعم عليهما؛ لأن أخاه كان رسولًا معصومًا ما فرق في الأحكام العقباوية، وقبل أن يخرجه من بينهم فأجاب الله دعوته وأخرجه من بينهم ومكنه (٤) من عوج بن عنق، وقيل (٥): لا
(٢) قوله: "أبدًا" ظرف زمان منصوب متعلق بـ "ندخلها" وهي هنا تعليق للنفي المؤكد بالدهر المتطاول، قاله الزمخشري.
[الكشاف (١/ ٦٠٤)، إعراب القرآن لمحيي الدين الدرويش (٢/ ٤٤٦)].
(٣) وصحابة نبينا محمد -عليه السلام- تنزهوا عن هذه الإجابة فقد روى البخاري في صحيحه (٨/ ١٢٢ - كتاب التفسير) عن عبد الله بن مسعود قال المقداد يوم بدر: يا رسول الله، إنا لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ [المائدة: ٢٤]، ولكن امض ونحن معك، فكأنه سُرِّي عن رسول الله - ﷺ -.
(٤) في "ب": (ومكنهم).
(٥) في "ب": (وقال).