والهاء ضمير الأمر والشأن، قالت: ثلاثة أحدهم وما في (١) الاثنين أحدهما.
﴿وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ من مقالة هؤلاء على سبيل وصفهم بتناقض قولهم (٢) كلامهم، وقيل: ابتداء كلام من الله تعالى ودخول من للتأكيد، والانتهاء التمسك بالنهي والامتناع عن النهي عنه أحسن والله ﴿لَيَمَسَّنَّ﴾.
﴿أَفَلَا يَتُوبُونَ﴾ استفهام (٣) على سبيل الحث والتحريض فدخلت من قبله عارض ينبه على فناء المسيح ومضيّه لسبيله.
ولا بدّ للنبي من إمامة مطلقة، والمرأة لا تقدر عليها فلذلك لم يصف أمه بالنبوة ووصفها بالصدق ﴿يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ﴾ تنبيه على احتياجهما والاحتياج آية للحدوث والعبودية (٤) ﴿يُؤْفَكُونَ﴾ يصرفون و (الإفك): ما صرف من الكلام إلى الباطل ﴿أَتَعْبُدُونَ﴾ استفهام بمعنى الإنكار وفيه دليل أن العبد وإن اتصف بالقدرة لم يملك لأحد ﴿ضَرًّا وَلَا نَفْعًا﴾ إلا بمشيئة الله تعالى وتقديره: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا﴾ في شأن النصارى، وقيل: في اليهود والنصارى جميعًا ﴿غَيْرَ الْحَقِّ﴾ قيل: استثناء منقطع وقيل متصل (٥) ﴿ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ﴾ سلفهم ﴿وَأَضَلُّوا كَثِيرًا﴾ من إخوانهم.
﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ﴾ هم الذين ناصبُوه مع طالوت ماتوا على ذلك من غير توبة وأصحاب إيلة وأمثالهم والذين لعنوا على لسان عيسى هم اليهود والذين قامت عليهم الحجة بعيسى -عليه السلام-. (التناهي): تفاعل من النهي أي: لم ينه بعضهم بعضًا {يَتَوَلَّوْنَ
(٢) (قولهم) من الأصل.
(٣) (استفهام) ليست في "أ".
(٤) في الأصل و"ي": (العبود).
(٥) استبعد أبو حيان الاستثناء المتصل والمنقطع وذهب الزمخشري إلى أن قوله: "غير الحق" نعت لمصدر محذوف، والتقدير: لا تغلوا في دينكم غلوًا غيرَ الحق. وذكر أبو البقاء أنه منصوب على الحال من ضمير الفاعل في "تغلوا" والتقدير: لا تغلوا مجاوزين الحق.
[الكشاف (١/ ٦٣٥)، البحر (٣/ ٥٣٩)، الإملاء (١/ ٢٢٣)].