صلة، وأما فرعون وقومه فإنهم كانوا يخادعون موسى -عليه السلام- (١) ولا يتضرعون حقيقة، والمراد بالحث المستقبلون، وإن كان اللفظ في الماضين.
﴿فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ﴾ وهذا فتح على سبيل الاستدراج كقوله: ﴿ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا﴾ [الأعراف: ٩٥] وإنما لم يفعل ذلك بهم على وجه المكر والعقوبة ليزدادوا إثمًا (٢)، (المبلس) الحزين، والإبلاس الاكتئاب (٣).
﴿دَابِرُ الْقَوْمِ﴾ آخرهم، وقيل: أصلهم (٤)، ذكر ﴿دَابِرُ الْقَوْمِ﴾ عبارة عن الاستئصال (٥)، وذكر الحمد نصرة المؤمنين بدلالة فحوى الكلام يدلس على أنه جواب الشرط وليس بمبتدأ، والهاء عائدة إلى المأخوذ أو الإحساس وإنما ذكرهم بمثل هذا الاقتضاء للطاعة والعبادة فصرف الآيات عن وجوهها إلى جهات مختلفة وعبارات شتى.
﴿يَصْدِفُونَ﴾ يعرضون (٦).
﴿وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ﴾ في الآية دلالة أن الأنبياء أتوا بعد الإعجاز من الآيات هي البشارة والإنذار دون الإتيان بالآيات الملجئة إذ ذاك إهلاك (٧)،

(١) (السلام) ليست في "ي".
(٢) (إثمًا) ليست في الأصل.
(٣) قاله مجاهد: أخرجه عنه الطبري في تفسيره (٩/ ٢٤٨) وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٣/ ١٢) إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٤) في الأصل: (أعلهم).
(٥) رواه الطبري في تفسيره (٩/ ٢٥٠) عن ابن زيد، ودابر الشيء آخره، ومنه قول أمية بن أبي الصلت:
فأهلكوا بعذابٍ حَصَّ دابرهم فما استطاعوا له صرفًا ولا انتصروا
[ديوان أمية (ص٦٣)].
(٦) قاله مجاهد وقتادة رواه عنهما الطبري في تفسيره (٩/ ٢٥٣)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٧٣١١).
(٧) في الأصل و"ب": (هلاك).


الصفحة التالية
Icon