بالسؤال أتى إبراهيم بالجواب لسؤاله على طريق البيان، خلط الإيمان بالظلم بالبدع والأهواء والفسق.
﴿تِلْكَ﴾ إشارة إلى محاجته -عليه السلام-.
نصب ﴿إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ﴾ بوهبنا، ﴿وَنُوحًا﴾ بهدينا وكذلك سائر الأسماء، ﴿وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ﴾ ذرية نوح، وإنما ذكر نوحًا وهؤلاء ليبين سنته تعالى مع كل محسن أوذي في سبيله قديمًا وحديثًا.
(إلياس) رجل من سبط يوشع بن نون (١) بعثه الله إلى بعلبك وملكهم أجاب، وامرأته أزبيل (٢) كان الملك إذا تغيب استخلفها على ملكه وكانت بنت ملك وكانت فتانة (٣) للأنبياء، هي التي قتلت زكريا ويحيى وغيرهما، وتزوجها سبعة من ملوك بني إسرائيل فلم يؤمن الملك هذا بإلياس ولا امرأته فسأل الله تعالى أن يؤخر مذاقه الموت ويرفعه إليه فاستجاب دعوته وألبسه ريشًا يطير مع الملائكة (٤).
(إسماعيل) ابن إبراهيم، وقيل: أشمويل بن هلقانا، ﴿وَالْيَسَعَ﴾ رجل صحب إلياس -عليه السلام- وكان تلميذه، فلما رفع إلياس نبأه الله تعالى بمثل روح إلياس، و (لوط) هو ابن هاران ابن تارخ، وهاران أخو (٥) إبراهيم (٦)، وآمن لوط بعمه إبراهيم وهاجر معه، ثم بعثه الله تعالى إلى المؤتفكات ثم رجع إلى إبراهيم فكان معه إلى أن مضى لسبيله، وقيل: إن أبا لوط من مدينة سدوم

(١) اختلفوا في نسب نبي الله "إلياس" فذهب محمد بن إسحاق إلى أنه: إلياس بن تسبى بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران ابن أخي موسى نبي الله، ونقل عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه هو إدريس -عليه السلام-؛ كما أن إسرائيل هو يعقوب. أخرجه عن ابن مسعود عبد بن حميد في تفسيره كما في التغليق (٤/ ٩)، وابن أبي حاتم (٧٥٥٦)، والطبري في تفسيره (٩/ ٣٨٣).
(٢) انظر: الطبري (١/ ٢٧٣).
(٣) في "أ" "ب": (قتالة).
(٤) رواه الطبري (١/ ٢٧٤) من طريق محمد بن إسحاق.
(٥) من قوله: (نبأه الله) إلى هنا: سقط من "أ".
(٦) انظر تاريخ الطبري (١/ ١٤٨).


الصفحة التالية
Icon