ولا تنافي بين هذه الأقاويل لإمكان الجمع بين أن يحاسب العبد ثم يوزن بدواوينه ثم يوزن أعماله ثم يوزن نفسه كما يبتلى في الدنيا مرة بعد مرة وكذلك في القبر والقيامة ﴿الْحَقُّ﴾ العدل.
﴿فَمَنْ ثَقُلَتْ﴾ بالخير ﴿مَوَازِينُهُ﴾ جمع الميزان، إنما يوزن (١) كل جنس من عمله على حدة فيصير الميزان موازين في حقه، وأما لاعتبار طريقة العرب أنهم يجمعون الشيء بأجزائه.
﴿مَعَايِشَ﴾ جمع معيشة وهي ما يعاش به من القوت، والعيش امتداد الحياة.
﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ﴾ يعني خلق الطينة ﴿ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ (٢)﴾ يعني تصوير النفس الجامعة لصور (٣) الناس وهو نفس آدم -عليه السلام-، وقيل: ثم لترادف الأخبار دون الأشياء (٤) المخبر عنها، والتصوير إمالة الأشكال.
قال الله (٥): ﴿مَا مَنَعَكَ﴾ حبسك ﴿أَلَّا (٦) تَسْجُدَ﴾ أي عن أن تسجد، ويحتمل: ما حملك (٧) على أن لا تسجد ﴿لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ﴾ أي لم يسجد، وقيل: لم يكن من جنس الساجدين لأنه أدخل في جملة المخاطبين على (٨) طريق التتبع (٩) لكونه دخيلًا ملحقًا.
قال: ﴿فَاهْبِطْ مِنْهَا﴾ من وجه الزجر إلى المستنقعات من السواحل والجزائر، وعن مقاتل: من الجنة، وعن مجاهد: من السماء، وعن

(١) (إنما يوزن) ليست في "أ"، وفي "ي": (أما الوزن).
(٢) في الأصل: (ولقد خلقناكم).
(٣) في الأصل: (جامعة لصورة).
(٤) في الأصل: (الأبناء) وهو خطأ.
(٥) في الأصل: (له).
(٦) (لا) ليس في الأصل "أ".
(٧) في "أ": (حمله).
(٨) في الأصل: (في).
(٩) في الأصل و"ب": (الشبع).


الصفحة التالية
Icon