القتبي أنها كانت بجهلهما ﴿سَوْآتُهُمَا﴾ فلما أكلا من شجرة العلم علما أنهما عريانان فتواريا في الأشجار أن يكونا كراهة أن يكونا عند البصريين ولئلا يكونا عند الكوفيين (١).
﴿وَقَاسَمَهُمَا﴾ أقسم وحلف لهما باسم الله تعالى، والنصح ضد الخيانة.
﴿فَدَلَّاهُمَا﴾ قربهما من قوله "فتدلى" عن أبي الهيثم، وقيل: جرأهما من الدال والدالة فصيرت إحدى اللامات ياء، وقيل: دلاهما (٢) من الجنة إلى الأرض ﴿وَطَفِقَا﴾ أخذا في الفعل ﴿يَخْصِفَانِ﴾ يضمان ويجمعان أطباق، طاق على طاق، ومنه خصف النعل، روي أن الأشجار كلها امتنعت ولم يمكنهما من أخذ الورق إلا شجرة التين (٣)، وفي الآية دلالة على وجوب (٤) الفعل بالعقل، قيل: لما خاطب الله تعالى آدم بقوله: ﴿أَلَمْ أَنْهَكُمَا﴾ قال: بلى يا رب، ولكني لم أعلم أن أحدًا يحلف بك كاذبًا (٥).

(١) أي في قوله تعالى: ﴿إِلَّا أَنْ تَكُونَا﴾ [الأعرَاف: ٢٠] فيقدره البصريون -إلا كراهة أن لا تكونا - ويقدره الكوفيون - إلا أن تكونا - والأظهر قول البصريين لأن إضمار الاسم أحسن من إضمار الحرف وهو اختيار سيبويه والزمخشري.
(٢) في الأصل و"ي": (لا بما).
(٣) اختلف أهل التفسير في الشجرة فقيل:
الكرم: وهو مروي عن ابن عباس وسعيد بن جبير والشعبي وجعدة بن هبيرة ومحمد بن قيس والسدي.
الحنطة: وهو مروي عن ابن عباس والحسن البصري ووهب بن منبه وعطية العوفي وأبي مالك ومحارب بن دثار وعبد الرحمن بن أبي ليلى.
النخلة: وهو مروي عن أبي مالك.
التينة: عن مجاهد عند ابن أبي حاتم (٣٧٩)، وهو مروي عن قتادة وابن جريج وهو مروي عن ابن أبي حاتم بدون سند.
هذه الأقوال ذكرها ابن كثير في "قصص الأنبياء" (١٩) ثم عقب بعدها: (وهذا الخلاف قريب، وقد أبهم الله ذكرها وتعيينها، ولو كان في ذكرها مصلحة تعود إلينا لعينها لنا كما في غيرها من المحال التي تبهم في القرآن) اهـ.
وانظر هذه الأقوال في: الطبري وابن أبي حاتم والقرطبي.
(٤) في "ب": (وجود).
(٥) ابن أبي حاتم (٨٣١٠) عن السدي، وهو مما نُقل عن بني إسرائيل.


الصفحة التالية
Icon