الشمس في البروج الشامية سنة كاملة على حدتها ومسيرها في البروج اليمانية كذلك كحساب طائفة من اليهود، ويحتمل أن حسابهم كان على حساب سائر النجوم السيّارة سوى النيرين (١).
وهذه تواريخ قد فسدت باختلاف العبارات والعادات، فمن المخبرين من يذكر مدة ما بين ولادة الأول إلى ولادة الثاني ومنهم من يذكر مدة ما بين وفاة ذلك إلى ولادة هذا، ومنهم من يذكر ما بين خروج ذلك إلى خروج هذا، ومنهم من يذكر من وقت فلان إلى وقت فلان، لا يقف على مراده من الوقت. ومنهم من يترجم فيغلط في الترجمة ومنهم من يستدل على الحوادث الماضية بأمارات (٢) نجومية من اجتماعها واقترابها، فيقتضي بأن تلك الحادثة كانت عند تلك الإمارات ويقطع الحكم ثم يستخرج الحساب على هذه القضية، ومنهم من يتعَمَّد الكذب. فالواجب أن لا يعتمد على شيء من ذلك ما لم يكن ثابتًا بالتواتر والإعجاز.
ثم قام بالأمر بعد قينين ابنه مهلاييل وقام في الناس خطيبًا بلغته وقال: الحمدُ لله الذي علا في سنائه وتلألأ في نهائه وتعظم في كبريائه ونفذ أمره في أرضه وسمائه، أحمده على ما ساق إلينا من نعمته وأفضل علينا من كرامته، أيها الناس عليكم بطاعة ربكم الذي بيده نواصيكم وإليه منقلبكم ومثواكم، اجتنبوا سخطه وتمسكوا بدينه تنالوا بذلك رحمته وتأمنوا به من عذابه ولا قوة إلا بالله (٣).
وامتلأت أرض الحجاز ويمامة في أيامه من الناس ووقع بينهم

(١) هما الشمس والقمر.
(٢) في الأصل (من أمارات)، وفي "ب": (لأمارات).
(٣) لم أجد هذه الخطبة، وقد ذكر أهل السير أن مهلاييل ملك الأقاليم السبعة وأنه بني مدينة بابل وقهر إبليس وجنوده وشردهم عن الأرض إلى أطرافها وشعاب جبالها، انظر: قصص الأنبياء لابن كثير (٦٢).


الصفحة التالية
Icon