المصلحة. وعن عطاء عن ابن عباس (١): المراد بالأنفال ما شذ عن الغنائم من عبد أو دابة، والآية منسوخة على الأقوال الثلاثة بقوله: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ﴾ [الأنفال: ٤١] الآية، وقيل: الآية نزلت في الخمس يحكم فيه الإمام باجتهاده، وقيل: هي كل الغنائم قبل الإحراز، والآية غير منسوخة (٢) على هذين (٣) القولين، والتنفل في اللغة الزيادة من الخير قال:

إن تقوى ربنا خير نفل وبإذن الله ريثي وعجل (٤)
والسؤال عن كيفية القسمة وكميتها. وفي مصحف عبد الله وأبي (٥)
﴿يسألونك الأنفال﴾ أي: يطلبونها منك وقد فهم الأمران (٦) جميعًا ﴿ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾ حالتهم التي تجمعهم (٧).
(١) ورد عن عطاء عند ابن أبي شيبة (١٢/ ٤٢٦)، وابن جرير (١١/ ٧، ٩)، والنحاس في "الناسخ والمنسوخ" (٤٥٧، ٤٥٨). وأما عن ابن عباس فرواه مالك في الموطأ (٢/ ٤٥٥)، وابن أبي شيبة (١٢/ ٤٢٧)، وابن جرير (١١/ ٨، ٩)، وابن أبي حاتم (٥/ ١٦٥١)، والنحاس في ناسخه (٤٥٦، ٤٥٧).
(٢) من قوله: (على الأقوال) إلى قوله: (غير منسوخة) ليست في "أ".
(٣) الذين قالوا إنها منسوخة نسخها قوله تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ...﴾ [الأنفال: ٤١] منهم مجاهد وعكرمة والسدي وابن جريج. وقال آخرون: هي محكمة وليست بمنسوخة منهم سعيد بن المسيب.
[الطبري (١١/ ٢٤)].
(٤) البيت للبيد بن ربيعة وهو في ديوانه ص ١٧٤، وقد ذكره أكثر المفسرين، انظر الطبري (١١/ ١١)، والقرطبي (٧/ ٣١٦)، وابن الجوزي في زاد المسير (٣/ ٣١٨)، وابن كثير (٢/ ٣٧٥)، والزمخشري في الكشاف (١/ ٤٤٤)، وانظر كذلك بعض الكتب العقدية مثل اللالكائي في "شرح أصول السنة" (٤/ ٧٠٥)، وابن بطة في "الإبانة" (٢/ ٢٨٩) في إثبات القدر لبعض أهل الجاهلية.
وأوردها كذلك أبو نعيم في الحلية (٣/ ٣٦٩)، وابن عساكر في تاريخه (١٥/ ١٥٤).
(٥) أما قراءة ابن مسعود فقد ذكرها ابن جرير (١١/ ١٩)، وأما قراءة أبي بن كعب فذكرها ابن الجوزي في "زاد المسير" (٣/ ٣١٨) وذكر أيضًا قراءة ابن مسعود - رضي الله عنه -.
(٦) في "أ": (الأمران أن جميعًا).
(٧) قال الزجاج: معنى "ذات بينكم" حقيقة وصلكم. والبين: الوصل ومنه قوله تعالى: ﴿لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ﴾ [الأنعَام: ٩٤] أي وصلكم.
[زاد المسير (٢/ ١٨٨)، معاني القرآن للزجاج (٢/ ٤٠٠)].


الصفحة التالية
Icon