﴿حَرِّضِ﴾ التحريض: الحث والإغراء، والعِشْر ظما من إظماء الإبل وهو لابتداء الماء تسعة أيام معشرون ظما؛ وإنما لم يقتصر على عدد واحد لئلا يتوهم أن الحكم أو الوعد مختص بالقليل دون الكثير أو الكثير دون القليل وليشترك (١) فيه الحاذق والجاهل.
﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ﴾ إخبار عن ما مضى من شأن الأنبياء نزل على سبيل الإنكار والعتاب، أي ما جاز لنبي قط أن يكون له أسرى يفتدون منه ﴿حَتَّى يُثْخِنَ﴾ إلى أن يثخن القتل في أعدائه، ويحتمل إلى أن يتمكن في الأرض التقتيل، وقد كان النبي (٢) -عليه السلام- (٣) مَنّ على أساريه وأنعم عليهم بقبول الفداء قبل أن يثخن في أعدائه القتل، وكان ذلك بمشاورة بعض الصحابة فعاتبه الله على ذلك وأخبر عن غرض أصحابه في قبول الفداء.
﴿لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ﴾ أن لا يعذب أهل بدر، عن مجاهد والحسن وقتادة (٤)، وقيل: أن يرزق الإسلام بعض الأسارى، وقيل: أن لا يؤاخذ الناس بالأوامر الشرعية السماعية قبل السماع، وقيل: أن تكون الغنائم حلالًا لأمة محمَّد -عليه السلام- (٥)، وذلك أن الكتاب السابق ما تقدم على هذه الحادثة من الآيات النازلة من قوله: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (٤)﴾ [النجم: ٣، ٤]، وقوله: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [لحشر: ٧]، وقوله: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ [الأنفال: ٤٦] فالنبي -عليه السلام- غير مخطئ مراد الله وما فيه المصلحة وما سيأذن له فيه ويجعله له (٦)

(١) في "أ": (لتشترك).
(٢) (النبي) ليست في "أ".
(٣) (السلام) ليست في "ي".
(٤) وجدت هذا المعنى عن سعيد بن جبير عند ابن أبي حاتم (٥/ ١٧٣٥، ١٧٣٦). وقد ورد عن مجاهد عند ابن أبي حاتم كذلك (٥/ ١٧٣٥).
وأما عن الحسن فعند البغوي (١/ ٣٧٧)، وابن الجوزي في زاد المسير (٣/ ٣٨١)،
(٥) (السلام) ليست في "ي"، وفي "ب" بدلًا من (عليه السلام): (صلى الله عليه وسلم).
(٦) (له) ليست في الأصل.


الصفحة التالية
Icon