الظرف، و (القبر): الشق في الأرض يدفن فيه الميت، والنهي عن القيام على القبور لأنه فعل الأولياء والأحباب وأصحاب المصيبة والتفجع.
﴿وَلَا تُعْجِبْكَ﴾ خطابه والمراد به كل واحد من (١) أمته، ﴿أَنْ آمِنُوا﴾ برحمة وبيان للسورة.
و ﴿الْخَوَالِفِ﴾ النساء (٢) الفواسد، يقال: نبيذ خالف؛ أي: فاسد.
﴿وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ﴾ أصحاب الأعذار الصحيحة، عن مجاهد، وأصحاب الأعذار الكاذبة، عن قتادة. وقد جاء الفريقان ليأذن لهم في القعود، ولا تنافي بين القولين، ﴿الْأَعْرَابِ﴾ أصحاب المواشي الذين ينزلون البوادي، مجاهد عن ابن عمر، وعكرمة عن ابن عباس (٣) قال: أشار على نمرود بإحراق إبراهيم رجل من الأعراب فقيل لابن عباس: ولهم أعراب، قال: نعم، والأكراد أعراب فارس، والمراد بالأعراب ههنا الذين ينزلون حوالي المدينة من أسد وغطفان وغيرهما، بما ﴿كَذَبُوا اللهَ﴾ أي: أظهروا لله ورسوله غير ما يعلمه الله من ضمائرهم، فلما تواترت الآيات في المتخلفين تخوف منها أصحاب الأعذار الصادقين فأنزل الله فيهم.
(٢) هذا هو تفسير ابن عباس والضحاك وقتادة والحسن ومجاهد وغيرهم، أخرجه عنهم الطبري في تفسيره (١١/ ٦١٧، ٦١٨)، وابن أبي حاتم في تفسيره (١٨٥٩)، وهذه الصفة -الخوالف- جمع خالفة من صفة النساء وهي صفة ذم في حق الرجال، ومنه قول زهير بن أبي سلمى:
وما أدري وسوفَ إخالُ أدري | أقوم آل حصنٍ أم نساءُ |
فإن تكن النساءُ مُخَبَّآتٍ | فَحُقٌ لكل محصنةٍ هداءُ |
كتب القتل والقتالُ علينا | وعلى الغانيات جَرُّ الذيول |
(٣) الذي ورد عن ابن عباس في هذه الآية قال: نزلت في أعاريب أسد وغطفان وأعراب من حول المدينة. ذكره ابن الجوزي في تفسيره [زاد المسير (٢/ ٢٩٠)] وهو لا يختلف من حيث المعنى عما ذكره المؤلف. وأما قصة النمرود فلم نجدها عن ابن عباس ولا عن غيره.