﴿لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ﴾، ﴿إِذَا نَصَحُوا﴾ أخلصوا العمل عن الغش، ﴿مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ﴾ الناصحين، ﴿مِنْ سَبِيلٍ﴾ في لومهم على تخلفهم.
﴿وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ﴾ نزلت في سبعة نفر من الأنصار وسابعهم عبد الله بن معقل الأنصاري (١) كانوا فقراء، وقيل: نزلت في أبي موسى الأشعري، وقيل: في ابن أم مكتوم (٢)، وأصحابه، ﴿قُلْتَ﴾ أي: قلت لهم وهو صفة ﴿الَّذِينَ﴾ (٣)، و ﴿إِذَا مَا أَتَوْكَ﴾ ظرف لهم وتقديره: ولا على الذين قلت لهم لا أجد ما أحملكم عليه إذا ما أتوك لتحملهم، ﴿تَوَلَّوْا﴾ فتولوا، وإنما حسن إسقاط الفاء لحسن الوقوف على ما قبله، ﴿حَزَنًا﴾ أي: من حزن أو حزنوا حزنًا، وقيل: تقديره حازنين (٤)، ﴿أَلَّا يَجِدُوا﴾ بيان لسبب الحزن، ونصب يجدوا بـ (أن) (٥).
(٢) لم نجد من ذكر أبا موسى الأشعري وعبد الله بن أم مكتوم في هؤلاء.
(٣) ذكر السمين الحلبي في تفسيره بأن يكون معطوفًا على الشرط، فيكون في محل جر بإضافة الظرف إليه بطريق النسق وحذف حرف العطف، والتقدير- وقلت-، وهناك وجه آخر وهو أن يكون جوابًا لـ (١) الشرطية، وإذا وجوابها في موضع الصلة وهناك وجه ثالث وهو أن يكون في موضع نصب على الحال من كاف: ﴿أَتَوْكَ﴾ وإليه ذهب الزمخشري.
[الكشاف (٢/ ٢٠٨)، الدر المصون (٦/ ٩٩)].
(٤) يجوز في "حزنًا" ثلاثة أوجه إعرابية: الوجه الأول: أنه مفعول من أجله والعامل فيه "تفيض" وإليه ذهب ابن عطية. والوجه الثاني: أنه في محل نصب على الحال، أي: تولوا حزينين. والوجه الثالث: أنه مصدر ناصبه مقدر من لفظه، أي: يحزنون حزنًا، وإليه ذهب أبو البقاء العكبري.
[البحر (٥/ ٨٦)، الإملاء (٢/ ٢٠)، الدر المصون (٦/ ١٠١)].
(٥) ذكر القرطبي في تفسيره (٨/ ٢٠٨)، والسمين الحلبي (٦/ ١٩) ما يلي: (قال الجرجاني: التقدير، أي: ﴿وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ﴾ [التوبة: ٩٢] وقلت: ﴿لَا أَجِدُ﴾ فهو مبتدأ معطوف على ما قبله بغير واو، والجواب: ﴿تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ﴾ الجملة في موضع نصب على الحال: ﴿حَزَنًا﴾ مصدر: ﴿أَلَّا يَجِدُوا﴾ نصب بأن). اهـ. =