﴿وَدَخَلَ مَعَهُ﴾ حصل معه داخل ﴿السِّجْنَ﴾ كقوله: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ﴾ [البقرة: ٢١٤] قال وهب: كانا عبدين لفرعون أحدهما خبازه والآخر ساقيه (١)، وكان سبب وقوعهما في السجن أن جماعة من أهل مصر خرجوا على فرعون وأرادوا المكر به، فرشوا إلى هذين، فضمنوا لهما مالًا ليسمّا فرعون فأجاباهم إلى ذلك. ثم ندم الساقي، وقبل الخباز الرشوة فسمّ طعام فرعون، فلما حضروا منه قال الساقي: أيها الملك لا تأكل فإن الطعام مسموم، وقال الخباز: لا تشرب فإن الشراب مسموم، فقال فرعون للساقي: اشرب أنت هذا الشراب فشرب ولم يضره، وقال للخباز: كل هذا الطعام فأبى أن يأكله، فجرب الطعام على حيوان فنفذ السمّ فيه. فأمرهما الملك إلى السجن، فكانا في السجن سنة (٢) فأتياه وقصّا عليه الرؤيا، قيل: إن الساقي قال: إني أرى وأنا في بستان فإذا أنا بأصل حَبَلة (٣) عليها ثلاث عناقيد عنب فقطعتها، وكان كأس الملك بيدي فعصرتها فيها وسقيتُه (٤) الملك فشربه، فقال يوسف: نِعْمَ ما رأيت، أما العناقيد الثلاث فإنها ثلاثة أيام تبقى في السجن ثم يخرجك الملك اليوم الرابع وتعود إلى ما كنت عليه (٥)، فقال الخباز: إني أراني وفوق رأسي ثلاث سلال فى أعلاها الأطعمة وإذا سباع الطير تقع عليها فتأكل منها، قال يوسف: أما السلال الثلاث فثلاثة أيام تبقى في السجن، ثم يخرجك الملك فيصلبك فتأكل الطير من رأسك فقال: إني لم أر شيئًا وإنما كنت ألعب، فقال يوسف: إن رأيتما رؤياكما أو لم ترياها (٦) فقد {وَقُضِيَ الْأَمْرُ

(١) روي ذلك عن قتادة والسدي. أخرجه الطبري في تفسيره (١٣/ ١٥٢)، وابن أبي حاتم (٧/ ٢١٤٢).
(٢) قريبًا منه عن السدي عند الطبري (١٣/ ١٥٢)، وابن أبي حاتم (٧/ ٢١٤٢). وعن محمد بن إسحاق كما عند ابن جرير (١٣/ ١٥١، ١٥٢)، وابن أبي حاتم (٧/ ٢١٤٢).
(٣) هي شجرة العنب كما في اللسان مادة (حبل).
(٤) في "أ": (وسقيت).
(٥) ابن جرير عن عكرمة (١٣/ ١٥٥).
(٦) في "ب": (تراها).


الصفحة التالية
Icon