عطف المجزوم على المرفوع حكمًا لحسن دخول الفاء الموجبة للرفع على هذا المجزوم.
﴿فِي رِحَالِهِمْ﴾ جمع رحل وهو ما ترحل به الدابة من بيت أو أثاث أو طعام ﴿لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا﴾ (١) يميزونها من سائر ما في رحالهم إذا فتحوا فلا يتعذر عليهم الرجوع لإعواز البضاعة.
﴿مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ﴾ في المستقبل لقوله: ﴿فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ﴾ الآية.
﴿قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ (٢) قَبْلُ﴾ ذكرهم حديث يوسف -عليه السلام- ليعلم أن جريمتهم الأولى جرّت تهمتهم في سائر الأمور، فيندموا عليها ولا يقدموا على مثلها.
﴿مَا نَبْغِي﴾ بمعنى الاستفهام، أي أيش نطلب بعد هذا، وقيل: التمسوا بضاعة للرحيل فلم يقدروا عليها، ثم فتحوا متاعهم ووجدوا بضاعتهم الأولى ردّت إليهم، فقالوا: يا أبانا وجدنا الذي كنا نبغيه، ﴿وَنَمِيرُ أَهْلَنَا﴾ نجلب إليهم الميرة، يقال: مار فلان أهله (٣)، ﴿وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ﴾ لأن يوسف -عليه السلام- ما كان يكيل رجلًا واحدًا إلا حمل بعير واحد، وذلك إشارة إلى ما حملوه فيكون اليسير القليل، ويحتمل أن يكون إشارة إلى ما ازدادوه فيكون اليسير سهل المأخذ.
﴿مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ﴾ من الحلف بالله، وفيه دلالة على صحة الكفالة بالنفس ﴿إِلَّا أَنْ يُحَاطَ﴾ يحيط ﴿بِكُمْ﴾ أمر من الله تعالى فيعذركم ﴿وَكِيلٌ﴾
(٢) (من) من "ب" "ي".
(٣) قال ابن قتيبة: يقال: مار أهله يميرهم ميرًا وهو مائر لأهله: إذا حمل إليهم أقواتهم من كير بلده، ومنه قول الشاعر:
بعثتك مائرًا فمكثتَ حولًا | متى يأتي غِيَاثُكَ من تُغِيثُ |