المتوكل عليه على حفظ ميثاقنا، أو الشهادة على هذا الميثاق موكولة (١) إليه لا يشهد عليه أحد سواه.
﴿وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ﴾ تخوفًا من العين، وقال جبريل -عليه السلام- لنبينا -عليه السلام-: "يا محمَّد صدّق بالعين فإن العين حق" (٢).
ما كان أبوهم يغني عنهم من قضاء الله وقدره شيئًا بتحذيره إياهم العين ﴿إِلَّا حَاجَةً﴾ لكن تحذيره ﴿إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا﴾ أمضاها وأظهرها، والحاجة قضية النفس جمعه حوائج، وقيل: أصله حائجة ﴿لِمَا عَلَّمْنَاهُ﴾ لتعليمنا إياه وللذي علمناه من الأنبياء.
﴿آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ﴾ قيل: إن يوسف أقعدهم على مائدته وأخذ كل اثنين قصعة وجلس بنيامين وحيدًا، فسأله يوسف عن حاله فقال: إني مصاب بأخي من أمي فبقيت فردًا، فرقَّ عليه يوسف -عليه السلام- وضمَّه إلى نفسه على المائدة وقال: أنا وحيد مثلك، ثم تعرف إليه وقال: لا تبتئس ولا تكتئب بصنيعهم إليّ فإن الله قد عصمني ونصرني، فاستبشر (٣) بنيامين بقول أخيه وسكن إليه ولم يظهر ذلك على سائر إخوته لاستيحاشه.
﴿جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ﴾ روي أن بنيامين لما عرف يوسف ووجده بعد اليأس اشتد عليه فراقه وأحبَّ المقام معه فطلب من يوسف أن يمسكه، فقال له يوسف: قد علمت ما فيه أبونا من الحزن والغم ولا يمكنني حبسك إلا بأن أتهمك بما لا يحل، قال: لا أبالي بما اتهمتني به ولست براجع معهم، ففكر (٤) يوسف في ذلك فألهمه الله تعالى هذه الحيلة
(٢) ابن عساكر في تاريخه (٢٤/ ٤٦١) وسنده ضعيف. لكن ورد في البخاري (١٠/ ١٦٦)، ومسلم (٧/ ١٣) وغيرهما من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "العين حق".
(٣) في الأصل: (فاستنثر).
(٤) في "ب": (فذكر).