على شفع انصرفت أم على وتر؟ فقال: إن (١) أك لا أدري فإن الله يدري، ثم حدثني حبيبي أبو القاسم - ﷺ - أنه "ليس عبد يسجد لله سجدة إلا كتب الله له بها حسنة ورفع بها درجة وحط عنه بها سيئة" قال: قلت: من أنت يا عبد الله؟ قال: أبو ذر صاحب رسول الله، فتقاصرت إلى نفسي (٢).
فائدة قوله: ﴿قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ الإفحام، وفائدة الإتيان بالجواب هو (٣) الإثبات بعد الزوال أو بمعنى الاستفهام، وهو متصل بما مضى ﴿شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ﴾ أي: خالقين مثله (٤) ﴿فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ﴾ أي التبس عليهم أقسام المخلوقات فأوجب ذلك الالتباس عبادتهم وإشراكهم بالله ﴿قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ أخبرنا من طريق الوحي أنه خالق الظلمات والنور، والمنافع والمضار، والخير والشر، والحسن والقبيح، والصامت والناطق، وهو خالق أفعال العباد من الطاعة والمعصية، والمباح والمضطر إليه، وما يخطر ببالهم، لا خالق على سبيل الابتداء والإيجاد إلا هو الله (٥) الواحد القهار.
﴿أَوْدِيَةٌ﴾ جمع وادي، كنادٍ وأندية ﴿بِقَدَرِهَا﴾ (٦) بمقدارها الذي يسعه ويحتمله السيل، وما (٧) يسيل من الماء فوق عادته ﴿زَبَدًا رَابِيًا﴾ فالزبد ما يجتمع على وجه الماء من الوسخ والدرن، و (الربوّ) النمو، ونماء الزبد بانتفاخه وطفوه، ﴿وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ﴾ واو الاستئناف، أي: ومن الأشياء التي يذيبونها بالنار ليتخذوا منها حليًا وأمتعة زبد مثل زبد السيل
(٢) أحمد (٥/ ١٦٤)، عبد الرزاق (٣٥٦١)، ابن أبي شيبة (٤٦٣٠)، والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٤٨٩) والحديث صحيح.
(٣) (هو) ليست في الأصل.
(٤) (مثله) ليست في "أ" "ب".
(٥) (الله) ليست في الأصل.
(٦) في الأصل: (مقدارها).
(٧) في الأصل: (ما).