(وأوحى إليهم) كقوله: ﴿وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ﴾ [المائدة: ١١١]، ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى﴾ [القصص: ٧].
﴿النَّحْلِ﴾ بين الذباب والزنبور يذكَّر ويؤنث ﴿مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ﴾ قيل: بعضها كقوله: ﴿وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ﴾ [إبراهيم: ٣٤]، وقيل: الجميع كقوله: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ [آل عمران: ١٨٥] لأنها تجنب شيئًا من الثمرات.
﴿سُبُلَ رَبِّكِ﴾ الوصول إلى اتخاذ العسل دون سبل الشريعة ﴿ذُلُلًا﴾ حال للسبل، وقيل: حال للنحل (١)، ﴿مِنْ بُطُونِهَا﴾ وهي الأفواه، وقيل: من بطونها حقيقة، ﴿فِيهِ﴾ في العسل (٢)، وقيل: في القرآن (٣) ﴿شِفَاءٌ لِلنَّاسِ﴾ من كل داء، وقيل: هو خاص، والعسل يعجن بها (٤) الترياقات والمسهلات الحواريات (٥)، وقالت عائشة: "كان أحب الشراب إلى رسول الله - ﷺ - (٦) الحلو البارد" (٧)، وقال القتبي: يعني العسل، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - ﷺ - (٨): "من لعق العسل ثلاث غدوات في كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء أبدًا" (٩).
[زاد المسير (٢/ ٥٧٠)، معاني القرآن للزجاج (٣/ ٢١٠)، الدر المصون (٧/ ٢٦٢)].
(٢) من قوله: (وقيل حال) إلى هنا ليست في "أ".
(٣) قاله مجاهد في قوله: ﴿فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ﴾ قال: في القرآن شفاء أخرجه الطبري في تفسيره (١٤/ ٢٨٩)، وقيل: بل أريد به العسل رواه العوفي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وبه قال ابن مسعود وهو الذي يدل عليه ظاهر الآية، والله أعلم.
[زاد المسير (٥٧٠)].
(٤) في "أ": (به).
(٥) الحواريات: النقيات [لسان العرب (٤/ ٢١٩) "حور"].
(٦) (- ﷺ -) ليست في "أ، "ي".
(٧) أحمد (٦/ ٣٨، ٤٠)، والنسائي في الكبرى (٦٨٤٤)، والحميدي في مسنده (٢٥٧)، وأبو يعلى (٤٥١٦)، والبيهقي في الشعب (٥٩٢٨) والحديث صحيح.
(٨) (- ﷺ -) ليست في "أ".
(٩) ابن ماجه (٣٤٥٠)، والبيهقي في الشعب (٥٩٣٠) والحديث ضعيف.