مُطْمَئِنَّةً (١)} قال: هي مكة (٢)، أي هي مثل مكة كقوله: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا﴾ [العنكبوت: ٦٧]، وقوله: ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (٣)﴾ [قريش: ٣] الآية وإنما كانت ﴿آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً﴾ حين تفرست فيها قريش إلى أن ألحد فيها عمرو بن لحي، ثم ابتلوا بالقحوط مدة بعد مدة وابتلوا بالفجار الأول والفجار الثاني والفيل ويوم بدر ويوم الفتح. (أَنْعُم) جمع (نِعَم) وفي الحديث: نادى منادي رسول الله (٣) أنها أيام طعم ونعم فلا تصوموا (٤)، (إذاقةُ اللباس) كإذاقة العذاب والوبال، وفي الحديث: "لا حتى تذوقي عسيلته وبذوق عسيلتك" (٥).
﴿الْكَذِبَ﴾ نصب بنصب (٦) المضمر أي يصف ألسنتكم الوصف (٧) الكذب (٨).
﴿قَانِتًا﴾ بدل من الخبر الأول (٩) ولو كان صفة للخبر الأول.
(٢) ابن جرير (١٤/ ٣٨٣) وبه قال مجاهد وقتادة وابن زيد.
(٣) في "ب": (الله - ﷺ -)
(٤) ذكره صاحب الكشاف في تفسيره (٦٧٠).
(٥) البخاري (٢٤٩٦)، ومسلم (١٤٣٣).
(٦) في "ب" "ي": (يوسف).
(٧) (الوصف) ليست في "ب".
(٨) أظهر الأقوال -والله أعلم- أن "الكذبَ" منصوب على المفعول به وناصبه "تصف"، ويكون معمول القول الجملة من قوله: "هذا حلال وهذا حرام" وإلى هذا نحا الزجاج والكسائي.
والوجه الثاني: أن ينتصب مفعولًا به للقول ويكون قوله: "هذا حلال" بدلًا من "الكذب" لأنه عينه.
والوجه الثالث: أن ينتصب على البدل من العائد المحذوف على "ما" إذا قلنا إنها بمعنى الذي. والتقدير: لما تصفه، ذكر ذلك الحوفي وأبو البقاء.
والوجه الرابع: أن ينتصب بإضمار "أعني" ذكره أبو البقاء واستبعده السمين الحلبي وقال: لا حاجة إليه ولا معنى عليه.
[الإملاء (٢/ ٨٦)، معاني القرآن للزجاح (٣/ ٢٢٢)، الدر المصون (٧/ ٢٩٧)].
(٩) جَوَّز أبو جعفر النحاس أن يكون "قانتًا" نعتًا أو خبرًا ثانيًا.
[إعراب القرآن (٣/ ٢٢٧)].