فإنك لا تعلم لي شريكًا، وقيل: هو أن يستنَّ الرجل بسنَّة لا يعلم أسنة هي أم بدعة (١)، ﴿كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ خبر للاسم المنتصب بأن.
﴿مَرَحًا﴾ نشاطًا وخيلاء، ﴿لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ﴾ لن تبغها لشدة وطئك، ﴿وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا﴾ بأن تنعظم وتشمخ بأنفك وتركب (٢) رأسك.
عن جابر بن عتيك عنه -عليه السلام-: "من الغيرة ما يحب الله ومنها ما يبغض الله، فأما التي يحبها فالغيرة في الرّيبة، وأما التي يبغضها ففي غير ريبة، وإن (٣) من الخيلاء ما يبغض الله ومنها ما يحب الله، فأما الخيلاء التي يحب الله فاختيال الرجل نفسه عند اللقاء واختياله عند الصدقة، وأما التي يبغض الله فاختياله في البغي" (٤) وروي في "الفخر".
﴿فَتُلْقَى﴾ من الإلقاء ويجوز من اللقاء، وعن ابن عباس (٥) أن هذه الثماني عشر في ألواح موسى-عليه السلام- كتب الله له فيها أنزلها الله تعالى (٦) على نبينا-عليه السلام- من رأس اثنين وعشرين آية قوله: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾ [الإسراء: ٢٣] إلى رأس الأربعين قوله: ﴿وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ﴾ [الإسراء: ٣٩]، قال: وهي عشر آيات في التوراة، قال: هذه الآيات سبع عشرة آية عند الفداء، فإن لم يقع سهو من جهة الرواة فكأنه عدّ سلطانًا أو بالقسطاس المستقيم آية.
﴿أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ﴾ نزلت في بني مليح ومن ذهب مذهبهم من
(٢) في الأصل: (وتركت).
(٣) في الأصل: (فإن).
(٤) أبو داود (٢٦٥٩)، والنسائي (٥/ ٧٨)، وأحمد (٥/ ٤٤٥، ٤٤٦)، وابن حبان (٢٩٥) (٤٧٦٢) والحديث حسن.
(٥) رواه الطبري قريبًا منه (١٥/ ١٣٨، ١٣٩) وفيه خمس عشرة آية، وانظر: تفسير النسفي (٢/ ٢٨٧).
(٦) (تعالى) ليست في "ب".