ويجوز بمعنى الجحد واللام بمعنى الاستثناء، ﴿لَيَفْتِنُونَكَ﴾ يصرفونك عن الحق إلى الباطل.
وعن المطلب بن عبد الله بن حنطب رأى رسول الله (١) من قومه كفًا عنه فجلس خاليًا يتمنى أن لا ينزل عليه شيء ينفرهم عنه وقاربهم وقاربوه ودانوا منه، وألقى الشيطان في أمنيته في سورة "النجم" ما ألقى فرضوا بما تكلم به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (٢). وقالوا: قد عرفنا أن الله هو يحيي ويميت ويرزق (٣) ولكن آلهتنا هذه تشفع (٤) لنا عنده، ولما سجد في آخر السورة سجدوا معه أجمعين (٥)، ورفع الوليد بن المغيرة وأبو أحيحة سعيد بن العاص التراب إلى وجوههما يسجدان عليه من ضعفهما وعجزهما، وقال أبو أحيحة: يا محمَّد، إن لك أن تراجع ولقد أصبت حيث ذكرت آلهتنا بخير، فاغتمّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجلس في بيته حزينًا، فلما أتاه جبريل -عليه السلام- قرأ عليه سورة "والنجم" (٦) قال: ما جئتك بهاتين الكلمتين فقال -عليه السلام-: "قلت عليه (٧) ما لم أقل" فأنزل (٨).
وعن ابن عباس: قدم رسول الله وفد ثقيف (٩) فأبصرهم المغيرة بن

= ولهذا دخلت على فعل ناسخ. والثاني: مذهب الكوفيين أنها بمعنى "ما" النافية واللام بمعنى إلَّا.
[مغني اللبيب (ص ٣٠٦)، الدر المصون (٧/ ٣٩٢)].
(١) في "ب": (رسول الله -صلى الله عليه وسلم-).
(٢) (صلى الله عليه وسلم) ليست في "أ".
(٣) المثبت من "ب" وفي البقية (وبورق).
(٤) في الأصل و"ب": (يشفع).
(٥) في "ب": (أجمعون).
(٦) المثبت من "ب" وفي البقية بدون واو.
(٧) (قلت عليه) ليست في "أ".
(٨) رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٧/ ٢٣٤٠) عن محمَّد بن كعب القرظي وهي المعروفة بقصة الغرانيق.
(٩) في الأصل: (نصف).


الصفحة التالية
Icon