﴿وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي﴾ عن ابن عباس قال: كان النبي -عليه السلام- بمكة ثم أمر بالهجرة فنزلت (١).
﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ﴾ عن ابن مسعود دخل رسول الله (٢) مكة عام الفتح وحول الكعبة ثلثمائة وستون نُصبًا فجعل رسول الله (٢) يطعنها بمخصرة في يده- وربما قال: بعود - ويقول: "جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا ﴿وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ﴾ [سبأ: ٤٩] " (٣). قال ابن عمر (٤): ليس في هذا الحديث تاريخ نزول الآية فإن فيه ذكر التلاوة فحسب.
﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ﴾ اتصالها بها من حيث ﴿وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ﴾ وهذه في وصف الظالمين.
﴿أَعْرَضَ﴾ عن طاعتنا، ﴿وَنَأَى بِجَانِبِهِ﴾ تباعد بما يقرب فيه حالة اقترابه وهو جانب من جسده، وقيل: تباعد بقوته ورحاله، ﴿يَئُوسًا﴾ من يئس على سبيل المبالغة.
﴿شَاكِلَتِهِ﴾ ما يشاكله ويليق به من الخصال التي خلقها الله ميسرة له، وفي الآية ردّ على القدرية (٥).
﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ﴾ قال النضر بن الحارث: يا معشر قريش، والله لقد نزل إليكم أمر ما تقدرون قدره، كان محمَّد فينا حتى بلغ ما ترون ولا أحد أرضى فينا منه، فلما جاءكم ما جاءكم به قلتم: شاعر، والله ما الذي جاءكم بشعر لقد رأينا الشعر وعرفناه فما هو بقرض ولا رجز، وقلتم:

= أما عن أبي سعيد الخدري فأقرب شيء ورد في ذلك ما ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٩/ ٤٢٤، ٤٢٥) عن ابن مردويه.
(١) أخرجه الطبري في تفسيره عن ابن عباس، والإمام أحمد في مسنده (٣/ ٤١٧)، والبيهقيُّ في الدلائل (٢/ ٥١٦)، والترمذي (٣١٣٩) وغيرهم.
(٢) في "ب": (رسول الله -صلى الله عليه وسلم-).
(٣) البخاريُّ (٢٤٧٨)، ومسلم (١٧٨١).
(٤) لم نجده عن ابن عمر.
(٥) في "أ": (القدرة).


الصفحة التالية
Icon