بشيء، فكبُر ذلك عليه وأرجف أهل مكة وقال بعضهم لبعض: الرجل متقول وبطل ما كان يقول، وعدنا أن يخبرنا عما سألناه غدًا واليوم خمس عشرة ليلة ولم يأتنا بشيء، ثم عادوا فسألوه عن حديث أصحاب الكهف فقص عليهم حتى بلغ إلى قوله: ﴿وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ [الكهف: ٢٣، ٢٤] وحتى بلغ قوله: ﴿وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا﴾ [الكهف: ٢٤] ثم جاءه بحديث الطواف وهو ذو القرنين فأخبرهم عن ذلك كله وقصّه عليهم، ثم سألوه عن الروح (١)، وقال مقاتل: ﴿قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾ فانصرفوا وقد أجاب (٢) هذه الأمور كلها ولا يؤمنون.
وعن ابن عباس أن قريشًا اجتمعوا منهم الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، وأبو جهل بن هشام، وأمية وأبي ابنا خلف، والأسود بن عبد المطلب وسائر قريش فبعثوا خمسة رهط منهم: عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث إلى المدينة يسألون اليهود عن رسول الله -عليه السلام- (٣) عن أمره وصفته ومبعثه وأنه قد خرج من بين أظهرنا وأصدقوهم نعته، وقالوا لهم: إنه يزعم أنه نبي مرسل واسمه محمَّد وهو فقير يتيم وبين كتفيه خاتم النبوة، فلما قدموا المدينة أتوا أحبارهم وعلماءهم فوجدوهم إذ قدموا المدينة قد اجتمعوا في عيد لهم فسألوهم عنه (٤) ووصفوا لهم صفته ونعته وخاتم النبوة (٥) وقالوا: إنا (٦) نزعم أنه يتعلم من مسيلمة الكذاب، فقالوا: نحن نجده في التوراة كما وصفتموه فهو نبي وأمره حق فاتبعوه، ولكن سلوه عن ثلاث خصال فإنه يخبركم بخصلتين
(٢) في الأصل: (جاب)، وفي "ب" "ي ": (جات) وكلاهما خطأ والمثبت هو الصواب.
(٣) في "ب": (صلى الله عليه وسلم).
(٤) (عنه) من "ب" "ي".
(٥) (النبوة) ليست في الأصل.
(٦) (إنا) ليست في الأصل.