الملائكة تسعة عشر ﴿فِرَارًا﴾ هاربا نصب على التفسير (١) ﴿رُعْبًا﴾ نصب على أنه مفعول ثانٍ ألبسهم الله المهابة كيلا يدنوا منهم.
﴿أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ﴾ دراهمكم ﴿أَيُّهَا﴾ أي الأطعمة ﴿أَزْكَى﴾ أطهر وأنظف (٢) ﴿وَلْيَتَلَطَّفْ﴾ وليتكلف اللطف في القول والفعل كيلا يفتضح.
﴿سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ﴾ الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس (٣) - رضي الله عنهما -: أن حبري أهل نجوان وهما السيد والعاقب قدما بمن معهما على رسول الله (٤) فكان السيد مار يعقوبنا والعاقب نسطوريا فسألهم نبي الله عن عدد أصحاب الكهف فقال السيد وأصحابه: ثلاثة رابعهم كلبهم، وقال العاقب: خمسة سادسهم كلبهم ﴿رَجْمًا﴾ ظنا ﴿بِالْغَيْبِ﴾ ولا علم لهم بذلك (٥)، فلما رأى الله ذلك منهم قال لنبيه -عليه السلام-: ﴿سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ﴾ قال ابن عباس: أنا من جملة أولئك القليل الذين استثناهم الله منهم، فهم ثمانية: سبعة سوى الكلب (٦)، والواو في ﴿وَثَامِنُهُمْ﴾ للاستئناف كما في قصة بلقيس ﴿وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ [النمل: ٣٤] ﴿مِرَاءً ظَاهِرًا﴾ جدًا على وجه يشترك فيه الخاص والعام، والنهي عن الاستثناء منهم لقطع الجدال.
﴿وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ (٧)﴾ نهي للنبي -عليه السلام- حين قال: "أخبركم غدًا"

(١) وفيه وجه آخر وهو أن يكون منصوبا على المصدر من معنى الفعل قبله؛ لأن التولي والفرار من واد واحد، ويجوز أيضًا أن يكون مصدرًا في موضع الحال أي فارًّا وتكون حالًا مؤكدة، كما يجوز أن يكون مفعولًا له.
[الدر المصون (٧/ ٤٦١)].
(٢) في "أ" "ب": (وألطف).
(٣) ذكره ابن الجوزي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - (٣/ ٧٤)، لكن قال: رواه الضحاك عن ابن عباس وليس الكلبي كما ذكر المؤلف.
(٤) في "ب": (رسول الله -صلى الله عليه وسلم-).
(٥) في "ب" "ي": (به) بدل (بذلك).
(٦) عبد الرزاق في تفسيره (١/ ٤٠٠)، وابن سعد (٢/ ٣٦٦)، وابن جرير (١٥/ ٢١٩، ٢٢٠).
(٧) (لشيء) من "ب".


الصفحة التالية
Icon