﴿فَنَادَاهَا﴾ جبريل كان واقفًا أسفل الربوة، وقيل: المنادي عيسى -عليه السلام- (١) وهو الأشبه بظاهر (٢) ويمكن الجمع، فقال: ناداها جبريل من لسان عيسى و (السري): الجدول يسري فيه الماء، وقال الحسن: الولد النجيب (٣)، يقال: ابن السري إذ أسرى أسيراهما.
﴿وَهُزِّي﴾ (٤) حركي ﴿بِجِذْعِ﴾ الباء مفخمة كهي في قوله: ﴿تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ﴾ [المؤمنون: ٢٠] ﴿رُطَبًا﴾ (٤) يصير تمرًا بالجفاف ﴿جَنِيًّا﴾ (٤) مجتنى.
﴿وَقَرِّي عَيْنًا﴾ أي: طيبي نفسًا، نصب على التفسير لأن (٥) الفعل في الحقيقة لها (٦) ﴿لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا﴾ صمتًا لأنه إمساك، وقوله: ﴿فَقُولِي (٧) إِنِّي﴾ إني فالإشارة أوقع نفسك بحيث يسمعونه من غير مخاطبتك إياهم شيئًا، ﴿فَرِيًّا﴾ أمرًا عظيمًا مستعظمًا، وقيل: أمرًا عجبًا، وفي الحديث: "ما رأيت عبقريًا يفري فريه" (٨).

(١) (السلام) ليست في "ي"، وفي "أ": بياض.
(٢) من قال: إن المنادي هو جبريل: ابن عباس - رضي الله عنهما - والضحاك وقتادة، بل صرح ابن عباس أنه لم يتكلم عيسى -عليه السلام- حتى أتت به قومها. ومن قال: إن المنادي هو عيسى: مجاهد والحسن ووهب بن منبه وسعيد بن جبير أخرجه عنهم جميعًا الطبري في تفسيره (١٥/ ٥٠٤)، ورجح الطبري القول الثاني وقال: إنه من كناية ذكره أقرب منه من ذكر جبريل، فرده على الذي هو أقرب إليه أولى من رده على الذي هو أبعد.
(٣) ذكره ابن أبي حاتم كما في الدر المنثور (١٠/ ٥٤) بلفظ: نبيًا، وفي لفظ في تفسير عبد الرزاق (٢/ ٦) هو عيسى.
(٤) في "أ": (بياض).
(٥) في "ب": (لها).
(٦) قوله: ﴿عَيْنًا﴾ منصوب على التمييز منقول من الفاعل إذ الأصل لتقر عينك، قاله أبو جعفر النحاس والزجاج.
[إعراب القرآن (٣/ ٣١١)، معاني القرآن للزجاج (٣/ ٣٢٦)].
(٧) فراغ في "أ".
(٨) هذا حديث في وصف النبي - ﷺ - لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه -:"فلم أرَ عبقريًا يفري فريه". =


الصفحة التالية
Icon