الحساب عنهم، وأما الباكون من خشيتي (١) فهم في الرفيق الأعلى من الجنة لا يشاركون فيها ولا يلحقهم أحد (٢).
﴿فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ﴾ والنعل ما يقي كف القدمين من الأذى وكانت نعلاه غير مدبوغتين من جلد حمار ميت (٣) ﴿طُوًى﴾ فعل وهو معدول من طاوى (٤) أو مطوي، طوى الله له الأرض بلطفه حتى قطع المسافة البعيدة مطوية أو قدَّره على سرعة السير فقطعها (٥) في لحظة كأنه طوى الأرض بقدميه طيًا.
﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ لوقتها الذي يذكرنا الله فيه من بعد نسياننا إياها، وقيل: أراد بالذكر التسبيح والتهليل في الصلاة.
﴿لِتُجْزَى﴾ متعلق بـ (آتية) (٦).
﴿فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا﴾ أي عن الصلاة ﴿فَتَرْدَى﴾ فتهلك، وهو في النصب لأن جواب (٧) النهي بالفاء (٨).

(١) من قوله (أما الزاهدون) إلى هنا ليست في "ب".
(٢) قريبًا منه عن وهب بن منبه رواه ابن أبي حاتم (٩/ ٢٨٤٣)، وأحمد في الزهد (٦١ - ٦٦).
(٣) هذا مروي عن علي عن عبد الرزاق في تفسيره (٢/ ١٦)، وعن الحسن كما عند عبد بن حميد. انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (١٠/ ١٧١).
(٤) إذا كان معدولًا عن طاوي فهو ممنوع من الصرف للتأنيث باعتبار البقعة والعلمية والعدل. وجعله قوم ممنوعًا من الصرف للعلمية والعجمة ولذا هي بدون تنوين عند غير الكوفيين وابن عامر. وهي إما بدل من الوادي، أو عطف بيان له، أو مرفوع على إضمار مبتدأ، أو منصوب على إضمار أعني.
[البحر (٦/ ٢٣١)، الدر المصون (٨/ ١٧)].
(٥) في الأصل و"ب": (قطعها).
(٦) جعلها بعضهم متعلقة بـ "أخفيها"، ويتنزل قول المؤلف فيمن جعلها متعلقة بـ "آتية" وهذا لا يتم إلا إذا قدرت أن "أكاد أخفيها" معترضة بين المتعلق والمتعلق به، أما إذا جعلتها صفة لآتية فلا يتجه على مذهب البصريين؛ لأن اسم الفاعل متى وصف لم يعمل فإن عمل ثم وصف جاز كما قاله أبو البقاء.
[الإملاء (٢/ ١٢٠)، الدر المصون (٨/ ٢٢)].
(٧) في "ب": (جوابها).
(٨) أي أنه منصوب بـ "أن" مضمرة لأنه واقع في جواب النهي، وجوز بعضهم أن يرتفع على =


الصفحة التالية
Icon