يظهرونه وتناجوا في ذلك، ﴿الْمُثْلَى﴾ ما بين الأمثل وهو الأحسن ﴿صَفًّا﴾ نصب على الحال أي (١) مصطفين (٢) ﴿مَنِ اسْتَعْلَى﴾ استولى.
﴿يُخَيَّلُ إِلَيْهِ﴾ بظهر الخيال، والخيال: كيفية باطلة تتولد من الرائي والمرئي بعلل مختلفة، والأخيل: طائر يتلون بألوان مختلفة يتشاءم به العرب.
﴿فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً﴾ لأن طبيعة الإنسان مجبولة على قلة احتمال مشاهدة الأشياء الهائلة وإن كان موقنًا ببطلانها، والدليل على ذلك أن الإنسان يستأنس بالصورة المنقوشة في الجدار إن كانت صورة المتصدرين في الغياض والمتماشين (٣) في الرياض، ويستوحش إن كانت صور القتلى (٤) والغرقى والحيّات والعقارب.
﴿إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ﴾ (٥) [إنما اتهمه فرعون نفسه وحقًا على أهل مصر، وإنما اجترأ بالتهديد على السحرة دون موسى لأنه أيقن بتمويهات السحرة أمرهم وتأثيرهم فلم يخف من جانبهم، وأما موسى -عليه السلام- (٦) فكان لا يدرك مدى أمره فلذلك كان يحذره، ﴿فِي جُذُوعِ النَّخْلِ﴾ أي عليها.
﴿وَالَّذِي فَطَرَنَا﴾ قسم، ويجوز أن يكون معطوفًا على المجرور من غير تكرار (٧) والجار ﴿مَا أَنْتَ قَاضٍ﴾ في محل نصب، أي قاضٍ قضاك.

(١) (أي) من "أ" "ي".
(٢) أي أنه حال من فاعل "ائتوا"، وجَوَّزَ السمين الحلبي أن يكون مفعولًا به والتقدير: انتوا قومًا صفًا.
[الدر المصون (٨/ ٦٩)].
(٣) في الأصل: (في انقباض والمماشين)، وفي "أ" "ب": (في انقباض والمتماشين).
(٤) في الأصل: (القبطي).
(٥) من هنا يبدأ خط رديء في الأصل لم أستطع قراءته.
(٦) (السلام) ليست في "ي".
(٧) أي أن الواو في قوله ﴿وَالَّذِي فَطَرَنَا﴾ يجوز أن تكون عاطفة عُطِفَ فيه الموصول على =


الصفحة التالية
Icon