الذي تولى تربية السامري فكان يمصُّ إبهام يمينه سمنًا والأخرى عسلًا ولبنًا فمن ثم عرفه حين رآه فقص قصة من أثره.
﴿فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ﴾ يجوز أن يكون قول عبدة العجل ويجوز أن يكون كلامًا تعقب كلامهم من جهة الله تعالى، أي فكما نخبرك ألقى السامري قبضته ﴿فَنَسِيَ﴾ عن ابن عباس: نسي السامري، والمراد به كفر (١). وقال الكلبي: نسي موسى -عليه السلام- (٢) على زعمهم زعموا أنه ضل طريق الميقات وأخذ طريقًا آخر نجاهم إلهه من غير طريقة (٣).
﴿أَفَلَا يَرَوْنَ﴾ كلام مبتدأ من جهة الله تعالى، وفي فحواه دلالة أن داعي الله يجاب لا محالة، إما بقضاء الحاجة أو ما هو خير منه.
﴿وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ﴾ وفاندة الفتنة العظيمة تفرد هارون -عليه السلام- بالدعوة وبكونه حجة علي بني إسرائيل وكونهم محجوجين في مقابلته وجره على سبيل إطلاقه ولا يبالي الله تعالى أن يهلك نحلة لتتشبع قملة أو نملة فكيف يفتنه قوم من الأشقياء إلا كرام بني الأنبياء (٤).
قوله ﴿لَا مِسَاسَ﴾ عقوبته الدنياوية (٥) يحتمل أنها كانت على سبيل الإلجاء، على سبيل الهذيان، ويحتمل أنها كانت على سبيل التكليف والتعبد وقيل: إن ولد السامري بالشام لا يخالطون أحدًا ﴿وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ (٦)﴾ يعني الموت أو القيامة وهو الوعيد العقباوي فيه نوع من الإرجاء لكونه مبهمًا ﴿ظَلْتَ﴾ أي ظللت وهو تخفيف غير قياسي مثاله:

(١) ذكره دون نسبة لأحد القرطبي (١١/ ٢١١) وعزاه في زاد المسير (٥/ ٣١٥) لابن عباس.
(٢) (السلام) ليست في "ي".
(٣) ذكره صاحب "الدر المنثور" (١٠/ ٢٣٤) وعزاه لابن عباس.
(٤) في الأصل: (بني إسرائيل).
(٥) في الأصل: (ربه) وهو خطأ.
(٦) (لن تخلفه) ليست في "أ" "ب".


الصفحة التالية
Icon