حللت في بني فلان وحلت، وهممت بفلان وهمت (١)، وأحسنت فلانًا وحسنت ﴿لَنُحَرِّقَنَّهُ﴾ بالنار، والنار تحرق الشيء المنطبع بتكرار اتقادها عليه ﴿ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ﴾ لنُذَرَّيَنَّهُ.
﴿خَالِدِينَ فِيهِ﴾ أي في العذاب أو في وبال وزنهم ﴿حِمْلًا﴾ اسم لما يحمل.
﴿زُرْقًا﴾ اسم أزرق، والأزرق الذي في عينيه خضرة كهيئته قيل: أراد به قبح المنظر، وقيل: حدة النظر، وقيل: العمى، وقيل: شدة العطش، فإن العطشان تزرقّ عيناه من شدة العطش وحرارة الصدر.
﴿إِنْ لَبِثْتُمْ﴾ بالبرزخ ﴿إِلَّا عَشْرًا﴾ يعني عشر دقائق من ساعة (٢) يذكرونها كدقيقة معاينة الباس ودقيقة قول أحدهم ﴿رَبِّ ارْجِعُونِ (٩٩) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا﴾ [المؤمنون: ٩٩، ١٠٠] ودقيقة نزع الروح، وثلاث دقائق لسؤالات منكر ونكير عن الربوبية وعن النبوة وعن الدين، ودقيقة تقريع منكر ونكير، وثلاث دقائق لنفخات الصور فهذه عشر دقائق يذكرونها فيظنون أنها من ساعة واحدة، ويحتمل أنهم يذكرون دقائق أخرى سوى هذه العشر شاءها الله وقضاها، ثم يشكون في قولهم لمكان الهمدة فيقسمون على ساعة كاملة أنهم ما لبثوا غيرها، وقيل: المراد بالعشر عشر ساعات، وقيل: عشر ليال، وقيل: عشر سنين، والعشر بين هذه الأقاويل وبين قوله: ﴿يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ﴾ [الروم: ٥٥] من حيث إنهم متحيرون مترددون يومئذ لا ثبات على قول، كما أنهم يجحدون مرة ويعترفون أخرى وينطقون مرة ويخرسون أخرى.
﴿أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً﴾ أحسنهم مذهبًا عندهم فيما يظنون، وقيل: إن كان المراد بالعشر ما فوق اليوم فمعناه أقربهم مذهبًا عندهم إلى قوله {الَّذِينَ

(١) (وهمت) من "أ" "ي".
(٢) قوله تعالى: ﴿إِلَّا عَشْرًا﴾ [طه: ١٠٣] ذكر ابن الجوزي أنها عشر ليال وهذا على طريق التقليل لا على وجه التحديد.
[زاد المسير (٣/ ١٧٥)].


الصفحة التالية
Icon