﴿أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ﴾ [الرعد: ١٦] الآية، وقوله: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾ دليل على صحة قياس العكس على وحدانية الله تعالى.
وقوله: ﴿لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ﴾ دليل على أنه لا علة لفعل (١) الله تعالى وأنه غير داخل (٢) تحت حكم ولا مفضٍ إلى ظلم أي شيء فعل لعلمه الغيوب وسعة العيوب.
﴿بُرْهَانَكُمْ﴾ أي الوحي المنزل بالإذن واتخاذ الشركاء في نحو قوله: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا﴾ [الحج: ٧١]. ﴿هَذَا﴾ يعني القرآن ﴿ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ﴾ من المؤمنين واليهود والنصارى وعيسى والخضر وإلياس ﴿وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي﴾ من الرسل الماضين وأتباعهم الذين قصهم الله تعالى في القرآن.
﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ﴾ إخبار عن عامة الرسل على طريق الإجمال.
﴿لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ﴾ غاية الإخبات والإنصات وترك الافتيات.
﴿لِمَنِ ارْتَضَى﴾ أي من ارتضاه الله أن يشفعوا له هم الذين خلقهم الله، لذلك فإنه يقول -عَزَّ وَجَلَّ- مخبرًا عنهم: ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ﴾ [غافر: ٧] ﴿مِنْ خَشْيَتِهِ﴾ من مهابته (٣) ﴿مُشْفِقُونَ﴾ خائفون.
﴿وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ﴾ الآية، فائدة الوعيد تفخيم الأمر وتعظيم الشأن، وقد ذكرنا أن الوعيد إيجاب حكم معلق بشرط موهوم، وعن الضحاك (٤) وغيره: أن إبليس كان فيهم فارتكب الشرط المشروط فوجب عليه الحد.
﴿كَانَتَا رَتْقًا﴾ يمسك المطر والنبات، و (الرتَق) بفتح التاء: الانغلاق

(١) في "ب": (لقول).
(٢) (داخل) ليست في "أ" "ب".
(٣) في "ب" "ي": (مهايته).
(٤) عزاه لابن أبي حاتم السيوطي في الدر المنثور (١٠/ ٢٨٤).


الصفحة التالية
Icon