﴿إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ (١)﴾ اتصالها من حيث اعتبار فرية داعي الله على داعي الأصنام. قال ابن عباس: من كان يظن أن لن ينصره الله يرزقه فليأخذ حَبْلًا يربطه في سماء (٢) بيته فليختف به فلينظر هل ينفعه ذلك أو يأتيه برزق (٣)، وهذا تأويل ممكن لأن النصر قد يكون بمعنى إيصال المنفعة.
﴿ثُمَّ لْيَقْطَعْ﴾ (٤) ثم ليهلك والاستراحة من ضنك المعيشة مما يغيظ. وذكر الكلبي أنها نزلت في المنافقين الذين يظنون أن الله لا ينظر رسول الله (٥) في الدنيا والآخرة وذلك تأويل (٦) ممكن؛ لأنهم كانوا يتغيظون على رسول الله وعلى أنفسهم ويتأسفون على إيمانهم به لما يرون منِ الفقر والمصائب، ويحتمل أنها كقوله: ﴿فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ﴾ [الأنعام: ٣٥] حقيقة وفيها الرزق ان استطاع ثم ليقطع ذلك إن استطاع فلينظر هل ينفعه أحدها.
﴿وَالْمَجُوسَ﴾ (٧): عبدة النيران، واحدهم (٨) مجوسي، وهم الذين ينكحون الأمهات والأخوات، نسبوا إلى رئيس لهم يسمى موكوش (٩) فغيرته العرب فجعلته مجوس.
وعن ابن عباس قال: في سجود "الحج" الأولى عزمة والأخرى تعليم (١٠).

(١) في الأصل: (عميد حل).
(٢) في الأصل: (هما).
(٣) عزاه في الدر المنثور (١٠/ ٤٣١) لعبد بن حميد. وقريبًا منه عند ابن جرير (١٦/ ٤٨٠)، والحاكم (٢/ ٣٨٦).
(٤) (ثم) ليست في "أ".
(٥) (الله) من الأصل فحسب وفي "ب" "أ": (رسوله).
(٦) (تأويل) ليست في "ب".
(٧) في "ب": (المجوس) مرتين.
(٨) في "ب": (واحدها).
(٩) ذكره الألوسي في تفسيره "روح المعاني" (١٧/ ١٢٩).
(١٠) ذكره ابن الجوزي في تفسيره (٣/ ٢٥١) عن ابن عباس، وروي مرفوعًا عن عقبة بن عامر، قال: قلت: يا رسول الله أفي الحج سجدتان؟ قال: "نعم ومن لم يسجدهما =


الصفحة التالية
Icon