الحديث: "لأنه أعتق من الجبابرة ولم يدعه جبار قط" وذلك إشارة إلى ما تقدم أي الأمر أو الحكم وذلك ﴿وَمَنْ﴾ الواو لعطف الجملة. وعن النبي -عليه السلام- قال: "لا يزال هذا الأمر بخير ما عظموا هذه الحرمة حق تعظيمها" يعني مكة، وقال عمر بن الخطاب: لخطيئة أصبتها بمكة أعز علي من سبعين خطيئة أصبتها بركبة.
واتصال قوله: ﴿وَأُحِلَّتْ لَكُمُ﴾ بقوله: ﴿فَكُلُوا مِنْهَا﴾. ﴿إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ﴾ يعني في سُورَةُ "المائدة". وعن عبد الله قال: عدلت شهادة الزور بالإشراك بالله (١)، قوله: ﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ﴾.
﴿سَحِيقٍ﴾ بعيد، ومنه: سحقًا للشيطان، وإنما وقع تشبيه المشرك بهذا المثال لأنه انحط عن درجة السعداء وتعرض للسفهاء والجهلاء وأنواع النبلاء، فإن سلم فلا بد من أن ينهي به عمره إلى البوار ودخول النار.
و ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ﴾ قال محمَّد بن أبي موسى: الوقوف بعرفة من شعائر الله ومن يعظمها فإنها من تقوى القلوب (٢).
﴿إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾ إلى حالة بعينها وتقليدها من غير كراهة ولا ضرورة، وللمضطر أن ينتفع بها بعد التعيين والتقليد والإشعار، عن أنس أن رسول الله (٣) رأى رجلًا يسوق بدنة قد جهدها قال: "اركبها" قال: يا رسول الله إنها بدنة، قال: "اركبها" (٤) قال: قال-عليه السلام- (٥): "اركبوا الهدي
(٢) أخرجه الطبري في تفسيره (١٦/ ٥٤١)، وابن أبي شيبة (٤/ ٢٩٤) وزاد عليه: وبجمع من شعائر الله ورمي الجمار من شعائر الله والبُدْن من شعائر الله.
(٣) في "ب": (رسول الله - ﷺ -).
(٤) البخاري (١٦٨٩)، ومسلم (١٣٢٢).
(٥) (السلام) ليست في "ي".