يخفى، وإني وقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس وإني كاتبت على نفسي فجئت أسألك في كتابي، فقال رسول الله: "هل لك إلى ما هو خير منه؟ " قالت: وما ذلك يا رسول الله؟ قال: "أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك" قالت: قد فعلت، قال: فتسامع الناس أن رسول الله قد تزوج جويرية فأرسلوا ما في أيديهم من النبي فأعتقوهم، فقالوا: أصهار رسول الله، فما رأينا امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها، أعتق في سبيها مائة أهل بيت من بني المصطلق (١).
وقوله: ﴿إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا﴾ لاعتبار حال من نزلت فيه لا لتعليق الحكم بالشرط.
﴿وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ﴾ اتصالها من حيث اعتبار بيان الأحكام والزجر عن الآثام ﴿مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ الذين قصصهم في القرآن.
﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ وصفه بها من المتشابهات التي لا ينبغي تأويلها بعد الاعتقاد بأنه متعال عن مجانسة الشمس والقمر وما في معناهما لقوله: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى: ١١] و (النور) في اللغة: ما يبين المحسوس أو المعقول وليس من شرط الضياء والشعاع، قال -عليه السلام- (٢) مخبرًا عن الله: "الشيب نوري" (٣) وقال: "اللهم اجعل النور في بصري" (٤) وقال: "من أراد أن ينظر إلى رجل نور الله قلبه فلينظر إلى حارثة" (٥) فالله نور لا كسائر الأنوار مبين كل محسوس ومعقول، ونوره غيره ألا ترى أنه قال: ﴿مَثَلُ نُورِهِ﴾ ولم يقل مثل نوره.
(٢) (السلام) ليست في "ي".
(٣) هذا حديث لا يصح ذكره الديلمي في مسند الفردوس.
(٤) ورد هذا في حديث موضوع، كما ورد من دعاء بعض الصالحين.
(٥) عزاه صاحب الكنز (٣٣٢٤٤) لابن منده والطبراني، والحارث: هو الحارث بن مالك الأنصاري.