يقول: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين (١). وعن إبراهيم النخعي مثله (٢).
وذكر سفيان عن أبي سنان عن ماهان قال: يقولون السلام علينا من ربنا (٣)، وقال مجاهد: إذا دخلت بيتًا ليس فيه أحد فقل: بسم الله والحمد لله السلام علينا من ربنا وعلى عباد الله الصالحين (٤).
وقال الفراء: من دخل مسجدًا ليس فيه أحد فليقل: السلام على رسول الله، السلام علينا من ربنا، السلام عَلى عباد الله الصالحين (٥).
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ عن ابن عباس قال: كان رسول الله إذا خطب يوم الجمعة عرض بالمنافقين يعيِّرهم في خطبته ويجعلهم رجسًا، فإذا سمعوا ذلك منه عرضوا لمكانهم ثم نظروا يمينًا وشمالًا، فإذا أبصرهم إنسان لم يقوموا ولبثوا حتى يصلوا الجمعة معه، فإن لم يبصرهم أحد تسللوا فخرجوا من المسجد ولم يصلوا معه الجمعة، فأنزل.
وكان دحية بن خليفة الكلبي قدم المدينة وقدم كل ما يحتاج إليه الناس من بر ودقيق وغير ذلك، لا يبقى أحد إلا أتاه من بين ناظر وبين مبتاع، فكان المسلمون لا يخرجون بعد نزول هذه الآية، لا يخرجون حتى يستأذنوا رسول الله، وأما المنافقين فكانوا يخرجون بغير إذن (٦).
﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ﴾ اتصالها من حيث اعتبار توقير رسول الله، قيل: هو النداء من وراء الحجرات، وقيل:
(٢) الطبري (١٧/ ٣٨١).
(٣) الطبري (١٧/ ٣٨١)، وابن أبي شيبة (٢٥٨٣٦).
(٤) ابن أبي حاتم (٨/ ٢٦٥٠)، والبيهقي في الشعب (٨٨٣٩).
(٥) ذكره الفراء في معانيه (٢/ ٢٦١).
(٦) القرطبي (١٢/ ٢٩٣)، وابن الجوزي (٦/ ٦٩).