يشهدوا لك أنك رسوله، فوالله لا أؤمن لك حتى تسند سلمًا إلى السماء ثم تصعد عليه وأنا انظر، ثم تأتي بكتاب منشور من عند الله أقرأه، وتأتي بأربعة من الملائكة يشهدون لك أنه من الله، وأيم الله أن لو فعلت لظننت أني لا أصدقك.
ثم قال العاص بن وائل السهمي وقريش معه: قد تعلم يا محمَّد أنه لا بلاد أضيق من بلادنا ولا أقل أنهارًا وزرعًا ولا أشد عيشًا، فادعُ ربَّك أن يسيِّر عنا هذه الجبال التي في أرضنا فقد ضيقت علينا لينفسح بلادنا فنعرف فضلك عند ربك، وابعث لنا من مضى من آبائنا لنسألهم عما تقول فيصدقوك أو يكذبوك، وليكن ممن يبعث قصي بن كلاب وإنه كان شيخًا صدوقًا، وقد جئتنا بذكر الرحمن ونحن لا نعرف إلا الله، فأما الرحمن
فقد علمنا أنه كذاب باليمامة يعلِّمك هذه الأحاديث.
فقال رسول الله - ﷺ - (١): "الرحمن اسم من أسمائه (٢) كريم شريف ولم أبعث بما سألتموني وإنما بعثت داعيًا إلى الله".
قالوا: فخذ لأهل بيتك بعض ما سألناك لنعرف فضلهم أو فليكن لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرًا.
قال: "لا أقدر على ذلك وليس ذلك إليَّ".
قال: فخذ حذرك فإنا نراك يصيبك من الزلازل ما يصيبنا ونراك تمشي في الأسواق معنا تبتغي من يسير العيش فاسأل الله أن يجعل لك جنانًا وقصورًا وكنوزًا من ذهب وليبعث معك من يصدقك ويكلمنا دونك.
فقال رسول الله: "ما ذلك إليّ إنما أدعو إلى الله عزوجل يصنع فيه ما يشاء".
قالوا: يا محمَّد إنا ناظروك بسحرك هذا ثلاث ليالٍ ففكِّر بينك وبين
(٢) في "أ": (أسماء الله) بدل أسمائه.