معقب، وعن سفيان: لم يمكث، وفي الحديث: "من عقب في صلاة" (١) أي من أقام بعد ما يفرغ من الصلاة في مجلسه ﴿لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ﴾ نفي الخوف عنهم على سبيل الإطلاق لزوال قدرتهم واختيارهم، ولا يحلوا بروح الله تعالى لنزول الوحي عليهم، أو لاستبقائهم الكرامة وإرادة الخير كأهل الجنة في الجنة، ويحتمل نفي الخوف عنهم على سبيل التفنيد أي لا يهابون في مراقبته شيئًا من مخلوقاته.
﴿إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا﴾ استثناء متصل، والمراد بالظلم الخوف نفسه لا غير، وقيل: استثناء منقطع، والمراد به الأنبياء -عليه السلام- وغيرهم، وفائدة اللفظ تنبيه موسى -عليه السلام- (٢) على الاستغفار من خطيئته ﴿جَيْبِكَ﴾ وهو الشق في القميص يخرج الإنسان منه رأسه.
﴿وَجَحَدُوا﴾ الجحود ضد الإقرار، والتقدير: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا﴾ ظلمًا وعلوًا ﴿وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ﴾ عرفتها وتيقنت بكونها معجزة إلهية، ألا ترى قالوا: ﴿ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ﴾ [الأعراف: ١٣٤].
﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾ قيل: كان لداود -عليه السلام- (٢) تسعة عشر ابنًا فلم يرثه إلا سليمان -عليه السلام- ﴿مَنْطِقَ الطَّيْرِ﴾ أخص من القول وأعم من التكلم، فظاهر الاستعمال لأن القول يوصف به الجماد، والنطق لا يوصف به إلا ذوات الأرواح، والتكلم لا يوصف به إلا القادر على تصميمه مقولة حروف التهجي.
﴿يُوزَعُونَ﴾ يحبسون، يحبس أولهم على آخرهم لئلا ينقطع بعضهم عن بعض، وقيل: فهم يحبسون في طاعته أي يسخرون له.
﴿وَادِ النَّمْلِ﴾ كان معروفًا في ذلك الزمان أو ذكره معروفًا فيما بين
(٢) (السلام) ليست في "ي".