﴿فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ﴾ المؤمنون والكافرون ﴿يَخْتَصِمُونَ﴾ يختلفون (١) في أمر صالح -عليه السلام-.
﴿لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ﴾ بنزول العذاب قبل أن تتم العافية المقدرة في الكتاب.
﴿قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ﴾ كانوا يتطيرون بصالح وبالمؤمنين ويسندون الأمراض والآفات إليهم لكراهتهم مكانهم، فأخبر صالح -عليه السلام- (٢) أن الشؤم من عند الله تعالى كما أن البركة من عند الله، لا خَيْر إلَّا خَيْره ولا طير إلا طيره ولا إله غيره، بل رد عليهم؛ أي لستم تصابون بالشر من جهتنا تختبرون بالشر لشقوتكم.
﴿وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ﴾ قدار وأصحابه من بني عمير ﴿وَأَهْلَهُ﴾ وهم المؤمنون (٣).
﴿ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ﴾ عصبته المتعصب له مئل أي طالب ﴿مَهْلِكَ أَهْلِهِ﴾ مهلكه ومهلك أهله.
﴿وَمَكَرُوا مَكْرًا﴾ وقتلوا الناقة ﴿وَمَكَرْنَا﴾ دمرناهم، وقيل: مكرهم تقاسم هؤلاء التسعة الرهط، ومكر الله إرسال الجبل عليهم وهم في غار من الجبل قتل هؤلاء التسعة غير قدار وأصحابه خلوا به خالية.
﴿وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ﴾ كونها مخالفة لفطرة الله تعالى، وقيل: إن بعضهم كان يأتي بعضًا في الأندية.

(١) (يختلفون) ليست في "ب".
(٢) (السلام) ليست في "ي".
(٣) التسعة رهط هم الذين عقروا الناقة وهم الذين يفسدون في أرض حجر ثمود ولا يصلحون تحالفوا على قتل صالح وأهله، ثم يقولون لأولياء صالح: ما شهدنا من هذا شيئًا، فدمرهم الله أجمعين، هكذا قال مجاهد وابن جرير والطبري في تفسيره (١٨/ ٩٠).


الصفحة التالية
Icon