﴿رَدِفَ لَكُمْ﴾ أي ردفكم، والسلام مقحمة كما في قوله: ﴿وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا﴾ [الأعراف: ٨٦] تكن تخفى.
﴿يَخْتَلِفُونَ﴾ أي بنو إسرائيل ﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ﴾ إنه كان نبيًا مرضيًا أم ملكًا مقارنًا للمعصية وقد زكاه الله وأثنى عليه.
﴿إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى﴾ ولكن الله أسمعهم كلامه على سبيل التقريع وهم في قليب بدر.
﴿وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ﴾ وجب العذاب الموعود عليهم، والضمير عائد إلى غاية المحجوجين المخالفين بكفر أم ببغي ﴿دَابَّةً﴾ جنس من الحيوان لم يعرف بعد تكلمهم بلسان معهود معروف فيما بين الناس.
عن أنس بن مالك قال في دابة الأرض: أن فيها من كل أمة سيماها من هذه الأمة أنها تتكلم بلسان عربي مبين (١) قابل، والظاهر من هذه الدابة أنها آية ملجئة غير ملتبسة لاعتبار وقوع.
عن أبي هريرة أن النبي -عليه السلام- (٢) قال: "تخرج الدابة معها خاتم سليمان وعصى موسى -عليه السلام- فتجلو وجه المؤمن وتختم أنف الكافر بالخاتم حتى أن أهل الخوان يجتمعون فيقول هذا ها يا مؤمن ويقول هذا ها يا كافر" قال عيسى: هذا حديث حسن صحيح (٣)، قال إبراهيم: تخرج دابة الأرض من مكة (٤)، وقال ابن عباس: الدابة التي يخرج الله تعالى للناس يكلمهم

= والكلمة يونانية مركبة من "سوفيا" بمعنى الحكمة ومن "أسطس" بمعنى المموهة. بمعنى حكمة مموهة. وقد فصل القول فيها شيخ الإسلام ابن تيمية كما في كتابه الصفدية (١/ ٩٧)، ومجموع الفتاوى (١٩/ ٧٥)، وانظر: مفاتيح العلوم للخوارزمي (ص ٩١).
(١) (مبين) ليس في الأصل و"أ".
(٢) (السلام) ليست في "ي"، وبدلها في "ب": (- ﷺ -).
(٣) الترمذي (٣١٨٧)، وابن ماجه (٤٠٦٦)، وأحمد (٢/ ٢٩٥، ٤٩١)، والطيالسي (٢٦٨٧)، وابن جرير (١٨/ ١٢٢)، وابن أبي حاتم (٩/ ٢٩٢٣) والحديث ضعيف.
(٤) خروجها من مكة روي مرفوعًا من حديث حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -، قال: قلت: يا رسول الله، من أين تخرج؟ قال: "من أعظم المساجد حرمة على الله، بينما عيسى =


الصفحة التالية
Icon