وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة: ١١٣] فأنزل الله بأبي طالب فقال رسول الله: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾ (١) إيمانه، مثل أبي طالب ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ مثل حمزة وعباس وأروى وصفية وعاتكة.
﴿وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى﴾ كانوا يعتذرون إلى رسول الله بأنهم لا يقاومون العرب قاطبة حواليهم إن طلقوا دينهم فرد الله عليهم عذرهم بأنه هيأ لهم أسباب الحرمة وهم (٢) كفار جهال فكيف لو اعتصموا بالعروة الوثقى ﴿يُجْبَى﴾ يجمع، ويحمل.
﴿إِلَّا قَلِيلًا﴾ إلا سكونًا (٣) قليلًا.
﴿الْمُحْضَرِينَ﴾ في النار.
﴿الَّذِينَ حَقَّ (٤) عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ﴾ المتبوعين في الضلالة دون المعبودين.
﴿وَرَأَوُا الْعَذَابَ﴾ وودوا أي وتمنوا أنهم لو كانوا يهتدون، ويحتمل أن المراد به رؤية العذاب عن الذين يحشرون على وجوههم عميًا وبكمًا وصمًا.
﴿وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾ الخِيَرة والخِيرة كالطِّيَرة والطِّيرة، والآية في ردّ قولهم: ﴿لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾ [الزخرف: ٣١] فيها دلالة أن المختار للإمامة من ميَّزه الله تعالى بالتوفيق دون من ميَّزه بالتخليق، وعلى فساد اختيار الناس إمامًا غير موافق للسنة والجماعة.
﴿سَرْمَدًا﴾ دائمًا أبدًا.

(١) الحديث أخرجه البخاري في صحيحه (٣٨٨٤)، ومسلم في صحيحه (٢٤/ ٣٩)، والنسائي (٢٠٣٤) وغيرهم عن سعيد بن المسيب عن أبيه.
(٢) في الأصل: (كانوا).
(٣) أي لم يسكن مساكنهم إلا المسافرون ومارُّ الطريق يومًا أو ساعة، قاله ابن عباس - رضي الله عنهما -، نقله عنه ابن الجوزي في تفسيره (٣/ ٣٨٩).
(٤) في الأصل: (يحق).


الصفحة التالية
Icon