وخباب ابن الأرت وجماعة من المؤمنين، فمنهم من لم يقبل قولهم وثبت على دينه ومنهم من افتتن بقولهم ورجع عن الإسلام (١).
﴿وَلْنَحْمِلْ﴾ أمر منهم لأنفسهم ﴿وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ﴾ نفي عزمهم وقدرتهم أو نفي تحقيقهم عن تابعيهم.
﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ﴾ في معنى قوله -عليه السلام- (٢): "من سنَّ سنَّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سنَّ سنَّة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أوزارهم شيء" (٣) ﴿وَأَثْقَالًا﴾ جمع ثقل وهو الوزر.
﴿إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ (ما) الكافة.
﴿وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ﴾ يحتمل إغارتهم على مارة الطريق، ويحتمل الطريق، ويحتمل قطع سبيل الولادة باللواطة (٤).
عن أم هانئ عنه -عليه السلام- في قوله: ﴿وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ﴾ قال: "كانوا يخذفون أهل الأرض ويسخرون منهم" (٥)، ونادي القوم: مجلسهم الذي يجتمعون فيه.
﴿مِنْ مَسَاكِنِهِمْ﴾ (من) قائمة مقام كما تقدم. ﴿مُسْتَبْصِرِينَ﴾ مستيقظين، وقال قتادة: متعجبين بضلالتهم يرون أنها بصيرة.
﴿الْعَنْكَبُوتِ﴾ بوزن فعللول كالغنزروت والعضرفوط، وتصغيره عنيكب

(١) سبب النزول هذا ذكره ابن عاشور في تفسيره.
[التحرير والتنوير (٢٠/ ٢١٩)].
(٢) (السلام) ليست في "ي".
(٣) مسلم (١٦٧٧).
(٤) هذا ورد عن ابن زيد عند ابن جرير (١٨/ ٣٨٨)، وابن أبي حاتم (٩/ ٣٠٥٤).
(٥) الترمذي (٣١٩٠)، وأحمد (٦/ ٣٤١، ٤٢٤)، وابن أبي الدنيا في الصمت (٢٨٢)، وابن جرير (١٨/ ٣٨٩/ ٣٩٠)، وابن أبي حاتم (٩/ ٣٠٥٤) وغيرهم.


الصفحة التالية
Icon