كون صوت الحمير ﴿أَنْكَرَ﴾ لأنه يكلف خلقه من الصوت ما تختنق به.
عن ابن مسعود قال: قال رسول الله -عليه السلام- (١): "ليس المؤمن بالطعان (٢) ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء" (٣).
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله -عليه السلام-: "إن هذه الأخلاق متاع فإذا أحب الله عبدًا منحه خلقًا حسنًا وإذا أبغض عبدًا منحه (٤) خلقًا سيئًا" (٥).
﴿وَأَسْبَغَ﴾ الآية عامة فالنعمة الظاهرة صحة الجسد وكثر العَدد والعِدد، والنعمة الباطنة تيسير اعتبار، والاختبار والتمكين من الاحتبار، وإن كانت خاصة، فالنعمة الظاهرة هي التوفيق لإدلال الطبيعة على استعمال الشريعة، والنعمة الباطنة هي التوفيق للاتحاد بعد حسن الاعتقاد.
﴿وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ﴾ قال ابن عباس: هذه الآية مدنية والسبب في نزولها أن النبي -عليه السلام- (٦) لما (٧) قرأ قوله: ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الإسراء: ٨٥] أتته أحبار اليهود فقالوا: إنك إن عنيت بها قومك فأنت أعلم (٨) بهم، وإن عنيتنا فكيف تقول ذلك وأنت تعلم أن الله أنزل التوراة على موسى وفيها أنباء كل شيء وخلفها موسى ميتًا وهي معنا، فقال النبي -عليه السلام- (٦) لليهود: "التوراة وما فيها من الأنباء قليل في علم الله -عَزَّ وجل-" فأنزل (٩).

(١) (السلام) ليست في "ي"، وبدلها في "ب" "ي": (- ﷺ -).
(٢) في "أ": (بالطعام).
(٣) الترمذي (١٩٧٧)، وأحمد (١/ ٤٠٤)، والبخاري في الأدب (٣١٢، ٣٣٢)، والطبراني في الكبير (١٠٤٨٣)، وابن حبان (١٩٢) والحديث صحيح.
(٤) المثبت من الأصل و "ي"، وفي البقية: (منائح).
(٥) ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (٣٤)، والطبراني في الأوسط (٨٦٢١) والحديث ضعيف.
(٦) (السلام) ليست في "ي".
(٧) (لما) ليست في "ب" "أ".
(٨) في "ب": (أخبر).
(٩) ابن جرير (١٨/ ٥٧٢، ٥٧٣)، وابن أبي حاتم (٩/ ٣١٠٠/ ١٧٥٥٩).


الصفحة التالية
Icon