﴿حَتَّى﴾ غاية لامتداد حاله وحالهم إلى مجيء الأمر ﴿وَفَارَ﴾ الفور الغليان والخروج على السرعة ﴿التَّنُّورُ﴾ تنور الخابزة (١)، وقيل: عين ماء معروفة. عن علي أنه على (٢) وجه الأرض (٣) ﴿إِلَّا﴾ استثناء من الأهل، والذي سبق عليه القول من جملة الأهل امرأته ويام.
﴿مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا﴾ [في محل الرفع، الباء في بسم الله، ويحتمل أن قوله بسم الله متصل بما قبله، أي اركبوا بسم الله مجراها ومرساها] (٤) أي حال إجرائها وإرسائها (٥)، أي إثباتها والمنع عن جريها، وذكر المغفرة والرحمة لترغيب التائبين الذين ركبوا في السفينة.
﴿فِي مَعْزِلٍ﴾ موضع عزلة من أبيه وإخوته، يقال: أنا بمعزل من كذا.
﴿لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ﴾ لا معصوم كقوله: ﴿مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ﴾ [الطارق: ٦] (٦)
و ﴿عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ﴾ [الحاقة: ٢١] وتقديره: لا عاصم اليوم لأحد من أمر الله إلا لمن رحم، وقيل: الاستثناء منقطع أي لا عاصم اليوم البتة من أمر الله لكن من رحمه الله.
﴿ابْلَعِي﴾ البلع الاستراط في المتصل يقال: بلعت ريقي وأبلعته

(١) في "أ": (الخابز).
(٢) (على) من "ي" "ب".
(٣) لعله يقصد ما ورد عن علي-رضي الله عنه-: أنه مسجد الكوفة من قبل أبواب كندة، ذكره ابن أبي حاتم (٦/ ٢٠٢٨) دون سند، وعزاه السيوطي في الدر (٨/ ٤٧) لأبي الشيخ وابن المنذر، ومثله لا يصح، وروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن التنور هو وجه الأرض. والعرب تسمي وجه الأرض تنور الأرض. أخرجه الطبري في تفسيره (١٢/ ٤٠١).
(٤) ما بين [...] ليست في الأصل.
(٥) قوله: "بسم الله" يجوز أن يكون الجار والمجرور حالًا من فاعل "اركبوا"، ويجوز أن يكون "بسم الله" خبرًا مقدمًا و"مجراها" مبتدأ مؤخرًا، والجملة أيضأ حال مما تقدم وهي على كلا التقديرين حال مقدرة، كذا أعربه أبو البقاء.
[الإملاء (٢/ ٣٨)، الدر المصون (٦/ ٣٢٥)].
(٦) في الأصل و"أ": (من شاء).


الصفحة التالية
Icon