وابتلعت (١) ما في فمي، ولا يقال ابتلعت ما في القصعة والكأس ﴿أَقْلِعِي﴾ أمسكي يقال: أقلع فلان من المعاصي أي تاب وأمسك عنها ﴿وَغِيضَ الْمَاءُ﴾ أي غاضت الأرض الماء ونشفته الريح والحرارة فنقص، وربما كان الغيض لازمًا ﴿وَقُضِيَ الْأَمْرُ﴾ أي مضى، ﴿بُعْدًا﴾ سحقًا وتبًّا وهلاكًا، وهو نصب على التقدير والمشيئة (٢)؛ أي قدر الله أو شاء الله لهم (٣) بعدًا.
﴿وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ﴾ يحتمل أنه كان قد خوطب في الأهل بعموم وظنّ كذلك فلذلك تعرض للوعد، ويحتمل أنه ظنّ أن المستثنى من أهلهِ امرأته وحدها دون ابنه يام، ويحتمل أن ابنه كان يظهر لهم الإيمان والموافقة على سبيل النفاق فخوطب بظاهره ﴿وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ﴾ يعني من (٤) النجاة.
﴿لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ﴾ الموعود لهم أو من أهلك الذين أسباب الموالاة متصل بينك وبينهم.
﴿أَنْ أَسْأَلَكَ﴾ من أن أسألك أطلبك.
﴿بِسَلَامٍ مِنَّا﴾ بنجاة لك من عندنا أو بتقدير السلامة لك من عندنا ﴿وَبَرَكَاتٍ﴾ وببركات، والبركة النماء وزيادة الخير ﴿وَعَلَى أُمَمٍ﴾ أهل السعادة من ذريتهم كآل هود وصالح وأمثالهم ﴿وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ﴾ أهل الشقاوة كسائر عاد وثمود وأمثالهم.
﴿تِلْكَ﴾ القصة أو تلك الأنباء ﴿مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ﴾ لأنه لا يعلم كيفيتها إلا آحاد الناس وفي كتب مندرسَة لا تقوم الحجة بمثلها {مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا
(٢) قوله: "بعدًا" منصوب على المصدر بفعل مقدر. أي: أبعدوا بُعْدًا. فهو مصدر بمعنى الدعاء عليهم، ومنه قول الشاعر:
يقولون لا تَبْعَدْ وهم يدفنونه | ولا بُعْدَ إلا ما تُواري الصَّفَائحُ |
(٣) (لهم) من "أ" والأصل.
(٤) (من) من "أ" والأصل.