صبره في حزنه، وحسن تعزيه في مصيبته، وحسن رجائه من الله، وحسن معاشرته فيه حيث لم يهاجرهم ولم ينابذهم، ولاشتماله على حسن صورة يوسف، وحسن رؤياه في صباه، وحسن إمساكه عن زليخا (١)، وحسن اختياره السجن، وحسن تعبيره رؤيا الفتيان (٢)، وحسن صبره في السجن، وحسن تدبيره في ادِّخار الميرة، وحسن كيده في حبس أخيه، وحسن ردِّه على إخوته بضاعتهم، وحسن عفوه عنهم، ولاشتماله على حسن اختيار (٣) زليخا والنسوة والملك، وحسن توبة إخوة يوسف، وحسن اعترافهم واعتذارهم، وحسن عاقبة الجميع، وحسن ذكر الله إياهم، والقول الأول الأصح (٤) لقوله: ﴿بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ﴾ عن مصعب بن سعد (٥) عن أبيه قال: أنزل الله تعالى القرآن على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (٦) فتلاه عليهم زمانًا فقيل: يا رسول الله لو قصصت علينا، فأنزل الله تعالى ﴿الر تِلْكَ﴾ الآية فتلا عليهم زمانًا، قيل: يا رسول الله لو حدثتنا، فأنزل الله ﴿نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ﴾ [الزمر: ٢٣] الآية، وروي فقيل: لو خوفتنا (٧) فأنزل ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ [الحديد: ١٦] الآية (٨).
﴿وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ﴾ أي من قبل الوحي إلا (٩) عاقلًا عن هذه الأنباء.
﴿يَا أَبَتِ﴾ قال الفراء (١٠): كانت ها وقفة (١١)، واستجازوا تحريكها

(١) هذا اسم زوجة العزيز وقد ورد عند أكثر المفسرين هكذا.
(٢) في الأصل: (الفتين).
(٣) في "أ": (اختياره).
(٤) في "ب": (أصح).
(٥) في "ب": (سعيد).
(٦) (صلى الله عليه وسلم) من "ب" فقط.
(٧) في الأصل: (حرفتنا).
(٨) ابن جرير (١٣/ ٨) وسنده محتمل للتحسين.
(٩) (إلا) ليست في الأصل و"ب".
(١٠) (الفراء) من "أ" "ي".
(١١) ذكره الفراء في معاني القرآن (٢/ ٣٢) وقال: في قوله: ﴿يَا أَبَتِ﴾ [يُوسُف: ٤] لا تقف =


الصفحة التالية
Icon