وقيل: يهودا ﴿الْجُبِّ﴾ الرَّكية لم تطو فإذا طويت فهي بئر (١)، و (الالتقاط) دفع المنبوذ ﴿السَّيَّارَةِ﴾ مارة الطريق وهي (٢) العير ﴿فَاعِلِينَ﴾ حائلين بين يوسف وأبيه لا محالة فحولوا (٣) كذلك.
﴿مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا﴾ كان يعقوب يتخوف على يوسف بين (٤) إخوته لما كان يعلم من غيرتهم ومنافستهم، وكان لا يرسله معهم للحس (٥) ولا التماشي ويحبسه عند نفسه فلذلك قالوا ﴿وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ﴾ على اعتقادهم أن إخراجه من بين أظهرهم خير له ولهم.
أرادوا بقولهم ﴿وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ حفظه وحبسه في البئر إلى (٦) أن يلتقطه بعض السيارة.
فقال (٧) حزنني وأحزنني، وإنما خاف أكل (٨) الذئب لأنه كان رأى في المنام أن الذئب قد اختطفه، وقيل لأن الذئاب كانت كثيرة عائدة في أرض كنعان، وإنما أظهر هذه العلة دون تخوفه من كيدهم للرفق وحسن العشرة.
لما قالوا: ﴿لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ﴾ سكن إلى قولهم وأحب أن يرسله معهم لعل الله يؤلّف بينهم، ولئلا يزيدهم حقدًا (٩) بردِّهم خائبين ﴿وَأَوْحَيْنَا﴾ واو مفخمة كما في قوله: ﴿وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾ [الزمر: ٧٣] ﴿وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ [الصافات: ١٠٣]
[زاد المسير (٢/ ٤١٦)].
(٢) في "ب": (وفي).
(٣) في الأصل: (فحالوا).
(٤) في "أ": (من).
(٥) في الأصل: (للخير) وفي "ي": (الحش).
(٦) في "ب": (إلا).
(٧) في الأصل و"أ": (يقال).
(٨) في الأصل: (لكل).
(٩) (حقدا) ليست في الأصل.