فأحيياه، فدعوا الله جهرًا ودعا شمعون سرًا فأحيا ذلك الميت فقال شمعون: أشهد أنهما صادقان وأن إلاههما حق، فآمن عند ذلك حبيب النجار ودعا الناس إلى الإيمان بهم فوطئوه بأرجلهم حتى قتلوه فأدخله الله الجنة.
﴿قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ﴾ واختلفت الروايات قيل: آمن الملك وطائفة من الناس معه فصاح جبريل -عليه السلام- (١) بالباقين، وقيل: لم يؤمن الملك ولا أحد سوى حبيب النجار ولكن رحموا الأنبياء فصاح جبريل بهم أجمعين.
وروي أن الرجل الذي آمن بهؤلاء الرسل -عليه السلام- لم يكن نجّارًا ولكنه راعٍ من رعاتهم وهو أب الميت الذي أحيوه بإذن الله وهو الذي قتلوه فقال: ﴿يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ﴾.
﴿يَا حَسْرَةً﴾ لبيان موضع التحسُّر كأنه قيل: يا متحسرًا، أي هل من متحسر فيكم.
﴿أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ﴾ في الاستدلال بانتفاء الرجعة العامة المطلقة على ثبوت المعاد لأن الأرواح لا تدبر بالإجماع، فلا بد له من محل ما، والمحل محلان، فإذا انتفى أحدهما ثبت الثاني بخلاف رجعة قوم معذورين لأنها كانت مخصوصة مقيّدة، وقد مات أصحاب تلك الرجعة بعد رجعتهم فلم يرجعوا.
﴿مِنْ ثَمَرِهِ﴾ من ثمر ما ذكرنا ﴿وَمَا عَمِلَتْهُ﴾ للحجر (٢) على الحقيقة أي لم يوجدوه بأيديهم.
وعن ابن عباس أن (ما) بمعنى الذي، والمراد تلقح النخل وهو على سبيل كسب الفعل.
﴿خَلَقَ الْأَزْوَاجَ﴾ الأجناس.
﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا﴾ قيل: لا مستقر لها كل ليلة ولكن

(١) (السلام) ليست في "ي".
(٢) في الأصل: (وما عملته الحجر).


الصفحة التالية
Icon