ارجعا ليس هذا يوم قضاء، قالا: حاجتنا يسيرة، قال: هاتها، قال أحدهما: ﴿إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً﴾ إلى آخر الآية.
فحكم بينهما، فارتفعا في السماء وهو ينظر إليهما وهما يقولان: يا داود حكمتَ على نفسك، فعلم عند ذلك أنه مفتون فخرّ مغشيًا، ثم أفاق وهو يقول: إلهي كيف أعمل ولستَ تغفل عني؟ إلهي كيف أعمل إن لم تقبل توبتي؟ إلهي كيف أعمل وكيف أتوب وكيف توبتي؟ إلهي كيف أعتذر ولا عذر لي؟ إلهي كيف ألقاك وأنا صاحب الخطية؟ إلهي كيف ألقاك وأنا صاحب البلية؟ إلهي ما حجتي يوم ألقاك وأنا صاحب [الزلة (١)؟ إلهي ما حجتي يوم ألقاك وأنا صاحب أوريا؟ إلهي ما حجتي يوم ألقاك وأنا صاحب الذنب العظيم] (٢)؟.
قال: فأوحى الله إليه: أجائع أنت فأسبغك أم عطشان فأرويك أم عار فأكسوك؟.
فقال: إلهي أنت أعلم بحاجتي، قال: فأوحى الله إليه أن انطلق إلى قبر أوريا فإني قد أذنت له في كلامك فاستوهبه الذنب، فإن وهبه لك غفرته لك.
فانطلق داود -عليه السلام- إلى قبر أوريا وكان قد نقل إلى بيت المقدس، فدعاه داود -عليه السلام- فأجاب أوريا: مَن الذي أيقظني من نومي وقطع علي لذتي؟.
قال داود -عليه السلام-: أنا أخوك داود.
قال: مرحبًا بك يا نبي الله فما حاجتك إليّ؟.
قال: ذنب كان مني إليك.
قال: جعلتك في حل.

(١) في "أ": (البلية).
(٢) ما بين [...]، ليست في الأصل.


الصفحة التالية
Icon