إشارة إلى إقامة الدين وترك التفرُّق فيه، لا حجة في ترك إقامة الدين وفي ترك ما أنزله (١) الله تعالى ولم ينسخه.
﴿يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ﴾ يجادلون في دين الله ﴿مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ﴾ من بعد ما وعد الجواب في الدين أثه دين نوح وسائر الأنبياء عليهم السلام، وأنه موافق لما أنزل الله من كتاب غير مخالف لبعض الكتب المنزلة ولا يبعد أن يكون الجواب هو الإعجاز الإلهي.
عن قتادة قال: إن الله تعالى يعطي على نية الآخرة ما يشاء من أمر الدنيا ولا يعطي نية الدنيا إلا الدنيا، ثم قرأ: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ﴾ الآية (٢).
عن أبي هريرة عنه -عليه السلام- (٣): "يخرج آخر الزمان رجال يلبسون للناس جلود الضأن من اللِّين وألسنتهم أحلى من السكر وقلوبهم قلوب الذئاب فيقول الله: أبي يغترون أم عليَّ يجترئون فبي (٤) حلفت لأبعثن على أولئك فتنة تدع الحليم فيهم حيران" (٥).
﴿وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ﴾ إن كلمة الفصل هي التي أوجب الله تأخيرها إلى يوم الفصل (٦).
عن زر بن حبيش الأسدي قال: قرأت على علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - القرآن في المسجد الجامع بالكوفة، فلما بلغت رأس العشرين من ﴿حم (١) عسق (٢)﴾: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ﴾

(١) في الأصل: (مما أنزله)، وفي "أ": (بما أنزل).
(٢) ابن جرير (٢٠/ ٤٩١، ٤٩٢).
(٣) (السلام) ليست في "ي".
(٤) في "ب": (فراغ)، وفي الأصل: (وبي).
(٥) الترمذي (٢٤٠٤)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (١١/ ٣٤) وهو حديث ضعيف جدًا.
(٦) من (هي التي) إلى هنا مكررة في "أ".


الصفحة التالية
Icon